البلياتشــــــــــــــو .. بقلم الاستاذه هبه عبد الغني عبد المحسن

البلياتشــــــــــــــو






يتجاهل تلك الدموع التي تتساقط على خديه فتتحول مع نسمات الهواء لجمرات تحرقه .. يلملم نفسه الممزقة وقلبه الحزين .. يجر قدميه ويسرع خطواته نحو المسرح الكبير .. يُبدل ملابسه في غرفة الفنانين .. يقف أمام المرآة ليضع المساحيق، ينظر لرأسه التي أصبحت خاليــة تمامًا من الشعر، يمسح تلك الدمعة ويدفن مشاعره داخل قلبه .. يلبس الشعر الصناعي الملون بالعديد من الألوان .. يرسم بالمساحيق على وجهه بسمة عريضة لتختبئ خلفها مرارة العل...اج الكيميائي الذي يحرق عروقه ..
يدخل المسرح بقـفــــزة يضحك على إثرها الجمهور .. يُغني .. يقلد أصوات العصافير .. يُلقي بجسده المتألم على أرض المسرح في حركات بهلوانية لإضحاك الحضور بينما الألم يعتصر جسده .. كلمات الطبيب تزلزل كيانه " لم يعد العلاج مجديًا ، ولا فائدة للجراحة ، حالتكَ حرجــة تتطلب راحة تامة"
انهمرت دموعه من شدة الألم لكنه تجاهل كل آلامه، أخذ يقــفــز على المسرح هنا وهناك .. يشير بيديه للأطفال مودعًا .. يُغرد كالعصفور فتعلو الضحكات.. حتى لحظة .. سقط ميتا على الأرض .. فقام الجمهور مصفقًا يحييه على عرضـــــــه الأخيــــــــــــر 



بقلم 
 هبه عبد الغني عبد المحسن
 




0 التعليقات:

إرسال تعليق