انا و " يامنة " 3
ما كدت أضع رأسي على المخدة في انتظارإتمام المهمة غدا،
و ما كادت أحلامي تجنّح و ترفرف عاليا حتى هزّتني " يامنة " على حين غرة هزّا لم أتعوّد عليه .
فزعت فزعا أطار النوم ،
فقلت:" ما الخطب؟ ".
قالت أرى أنك على شفا حفرة ، و التراب زلق ، تكاد قدمك تهوي بك إلى عمق سحيق يكون لك مدفنا ".
ارتعدت ، و انتفضت كما ينتفض الدّيك في رقصته الأخيرة .
قلت:" أريد الشمس الساطعة ... أريد النور... أريد جيبا مكتنزا...
". اعتدلت وقد " أسبلت الظلام على الضياء" .
ثم انتحت جانب السرير و قد هدأت قليلا ،
فمسحت بكفين ناعمتين على شعر انتفش في غير نظام .
أحسست بطمأنينة و جذل ، و تخيلتها تواصل المسح على كتفيّ .
غير أن لكزة خفيفة أعادت إليّ رشدي و وعيي ،
فطفقت تقول :" ستحرقك شمس حضارتهم ،
ستغرق في قذارات تجاراتهم الممنوعة إن استطعت الوصول إليهم ،
لكن هيهات .. هيهات ، فذاك منك بعيد ".
ثم مزجت الجد بالهزل و أردفت:"
أنتم أبناء جنوب المتوسط أنضجت جلودكم شمس صحرائكم الحارة و عطرتها زهور الياسمين ، فاستطابتكم بهائم البحر .
أم أتريد أن يتلهّى بك قروشه و حيتانه؟
هزتني رعدة من أخمص القدمين إلى رأسي .
فانتصبت مسلاته ،
و زاد انتفاشه و وجدتني أصيح : " لا .. لا ...لا أريد أن يلقمني الحوت ، أنا لست يونس"
.و وجدتني أبحث عن " يامنة ".
ما وجدت " يامنة " .
لبّدت شعري بيميني ،
ونمت و قد عزمت على ترك المهمة.
ــــــــــــــــــــــــــ
" يامنة " خيال / طيف / حلم / فكرة / ضمير ...
بقلم الطيب جامعي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق