المجيب الآلى ,,, بقلم الأستاذ,,,د.فراس محمد الحميدى


Image may contain: one or more people


قصة قصيرة
المجيب الآلي
وحيدةٌ تجلس في غرفتها ليلًا، تشرب فنجان قهوتها بصمتٍ حزين، ومن نافذة الغرفة، تراقب الناسَ،والأشجار،وقمة الجبل المطل على قريتها، بعيونٍ شاردةٍ ،حزينة،حالمة،تنظر إلى النجومِ في السماء، تبحث عن نجمةٍ ،أنارت حياتها، وأضاءت ظلمةَ قلبها حباً وعشقاً،تركب قاربَ الأملِ، قبطاناً دون بوصلةٍ،وتبحر بين الأمواج في بحر الذكريات،يباغتها صوت قذيفةٍ،فتجفل غزالةً برية،تستشعر الخطرَ المحيط بها، فالحرب تستعر في وطنها منذ ثلاث سنوات،وأحالت الوطن غابةً ،يأكل فيها القوي الضعيف،فانتشر القتلُ والخطف،الدمار والنزوح، فتعود من رحلتها، وروحها تشتعل ألماً من الشوق والحنين،فالإبحار دون بوصلةٍ، كالسير في الصحراء دون دليل، لا يولد إلا العطشَ والتعب والألم،تستنجد بالأحلام الوردية،فتنام وهي تحلم بلقاء خطيبهاعائداً،باعثاًفي صحراء روحها ،مطراً من الفرح و الأمل والسعادة.
وحين تستيقظ صباحاً،يذكرها الطعم المالح على شفتيها الورديتين،برحلتها الحزينة،وبعادتها اليومية،فتمسك هاتفها المحمول،تطلب ذات الرقم،فيرد المجيب الآلي:
- .....إن الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية،قد.......
تغلق الهاتف، تغرق في موجةٍمالحة من الدمعِ والوجع والشوق ، فمنذ عامٍ يرد المجيب الآلي،كلما اتصلت برقم هاتفِ خطيبها المخطوف.

د. فراس محمد الحميدي

0 التعليقات:

إرسال تعليق