الغرباء .. بقلم الأستاذ,,,عبدالفتاح محمد .


Image may contain: 1 person
 
 
 
 
 
 
 
 

الغرباء
الحلقة الخامسة



أتمني أن لو أسنطيع أن أوقف الاحداث التي مرت بي بسرعة عجيبة ،ولم تعطي الفرصة لعقلي لمحاولة الفهم ،، أو اﻹستيعاب.
كنت بحاجة الي تفسير ، الي أن يضغط أحد زر التعليق للاحداث قلبلا ، كما في فيلم click فيوقف الزمن و الأحداث من حولي ، فيعطي عقلي اللاهث من التعب فرصة لفهم حقيقة ما يجدث من حوله.
أنا الان في غرفتي ، لم افق تماما من المفاجئة التي احدثها الرجل الغريب لي ولخاطفي ايضا.
أشعر بتعب شديد وانهاك ، ليس جزء من جسدي الا ويصرخ ألما ، وكل شئ من حولي وكأنه يهتز .
الرجل الغريب مازال واقفا في الغرفه ينظر من خلف الستار الي خارج الشرفة وكأنه يراقب شئ في السماء، كان ينظر الي السماء تارة والي الشارع تارة ، ثم التفت الي لما سمع أنيني وتوجعي : لا تنهك نفسك ، انك تعاني من اعراض الانتقال عبر المكان ، انتظر قليلا وسوف تشعر بتحسن ، اهدأ قليلا ولا تتحرك، حتي لا تزيد من ألمك.
:من أنت ؟! وماذا تريد؟ ولماذا كان صديقي الوحيد يحاول قتلي ؟ وماذا يحدث بالضبط؟!
:ستعرف كل شئ ، لكن ليس هنا ، أظن انهم سيبدأون في البحث عنك في كل مكان ، وسوف يبدأون من هنا ، لذا ، سوف نذهب من هنا بعد قليل ، ريثما يستريح جسدك .
:لكن،،،
:قلت لا تتكلم الان ، فقط اهدأ ، واخبرني لحظه تستقر الاشياء من حولك .
قالها الرجل الغريب ، ورجع ينظر من خلف الستار ، الي السماء ثم الشارع.
:أشعر الان بتحسن ، ووأظن أنني استطيع التحرك ،
:حسنا هيا بنا .
:لكن الي أين ؟ أعذرني ان كنت لا أثق بك ! فمنذ قليل حاول صديق لي أعرفه منذ سنين أن يقتلني ! فلا تظن أني سوف أسلم لك رقبتي بهذه السهولة .
:نعم ! ولكن تذكر أنني من أنقذ حياتك ، وإن لم تتحرك معي الان ففرصك في الحياة تقل جدا ، أنا سبيل نجاتك الوحيدة ، أنت الان تحتاجني ولا يسعك الا الثقة بي . فلتتحرك هيا فلتلحق بي ،،،، قالها الرجل الغريب بكل ثقة وغير مبالاة ، وانطلق خارجا من الغرفة ، لا ادري ماذا أفعل حقا ، ولكني لحقت به علي أي حال ،،
خرجنا الي الشارع ووقف حيث اعتاد من قبل أن يفعل .
إنه حيث اعتادت الشجرة علي أن تقف شامخة في احلامي ،،
نظرت اليه متسائلا : وماذا الان ؟ !
:فقط انتظر .
جعلت اتلفت حولي ، لعلي أجد مايبحث عنه الرجل. لكن لاشئ غير عادي ، الفراغ من حولي ، والرجل الغريب يقف ينظر برأسه عاليا الي السماء ، الي القمر ، القمر الكبير علي غير العادة ، حقا لم ألحظ ذلك من قبل . انه جميل حقا ! يالروعة !
التفت الرجل مبتسما لما رأني أنظر الي القمر مسحورا بجماله ،
:أري أنك قد لاحظت القمر العملاق أخيرا !
:نعم ! إنه جميل حقا ! ولكن كيف صار القمر عملاقا جميلا هكذا .؟
لم يتعب نفسه ليشرح لي هذه الظاهرة العجيبة ، واستطرد ناظرا الي القمر ،،
:إنه الوقت ، الموعد الذي ننتظره من زمن ، ان ضوء القمر العملاق هو الحافز للشجرة لكي تظهر علي هذه الارض ،
الشجرة ، هي البوابة ، هي المدخل !
:بوابة ؟ مدخل ؟ بوابة لماذا ومدخل ﻷي شئ؟
لم يرد لان شئ عجيب قد حدث ، اهتزاز عنيف يحدث تحت أقدامنا ، الارض تتخلخل بشدة ، وبدأت فروعا ضخمة تنبت من اﻷرض ،وجزع ضخم، تشق طريقها الي السماء .
الان تقف الشجرة الضخمة شامخة مهيبة في ضوء القمر العملاق !
ياله من مشهد مهيب ، رائع ، جدير بكتب الاساطير ، بالكاد أصدق أن شئ كهذا يوجد في الحقيقة !
ولولا أني أراه بعيني ما صدقت !

أخرجني الرجل الغريب من زهولي ، أخذا بيدي الي الشحرة :هيا !
لم اعترض ولم اتسائل ، لقد سحرت حقا وصرت كطفل صغير يسير حيثما ياخذه ابوه بلا سؤال،
اقتربنا من الشجرة ، فاذا بجزعها ينشق وكأن بابا ينفتح لنا ،
أخذ الرجل بيدي وادخلني الي داخل جزع الشجرة
هناك في الداخل ، ليس من شئ حولنا ، لا اري شئ ، فقط فضاء اسود ، ، لا تتبين فيه اتجاه ، لا تحدد فيه فوق او تحت او امام او خلف . ، فقط فضاء سرمدي اسود لا ضوء فيه ، فلا أدري هل تعطلت عيناي حقا أم هو الظلام!؟
فجأة شعرت بقوة سحب شديدة ، ، اظن اني اتحرك بسرعة شديدة وكأن شئ يجذبني ، لكن لا ادري ﻷين؟
.. وبعد فترة ،،
توقفت قوة السحب ،
وانفتحت فرجة في الفضاء المظلم أمامي ، إنه الضوء في الخارج ، خرجت فاذا بي أراني أخرج من الجزع الضخم ، تحت ضوء القمر العملاق المهيب في السماء ، لكني أري أرضا غير الارض ، ليست هذه الارض التي كنت عليها من قبل ،
هي أرض جافة ، جرداء ، لا ينبت فيها شئ غير الشجرة العملاقة ، ومن حولها فراغ ، لا شئ يوحي بالحياة هنا ،
إن هذه الارض لهي أرض عقيم حقا كما يبدو.
:مرحبا بك الي أرض المهد ! نتمني أن تكون الرحلة قد نالت إعجابكم !
قالها الرجل الغريب بطريقة مضيفي مصر للطيران اللطفاء، الذي كان يقف علي احد الفروع ، متكأ بكتفه علي جذع الشجرة العملاق ، ثم قغز الي الارض جواري .
:أين نحن ؟ وماذا نفعل هنا ؟
:نعم! أظن أنه من العدالة ، أن تعرف الحقيقة ، وأعطيك التفسيرات لما حدث ، انت تستحق هذا، ولكن اعلم ، ان الحقيقة لها ثمن ، وفي حالتك أظن أن ثمنها سيكون غاليا جدا ، ، أتمني فقط أن تكون مستعدا لدفع الثمن فعلا.
:صدقني ، مادام الامر وصل الي هذا الحد ، أنا علي استعداد أن أدفع أي ثمن ،فقط أريد أن أفهم مايحدث، وإن كلفني اﻷمر حياتي !
ابتسم الرجل الغريب عند هذه النقطة قائلا:لا تتعجل ! لا تتعجل !
...
يتبع ان شاء الله
يكتبها /عبدالفتاح محمد .

4 التعليقات: