حَبْيبى.. مَاجَدْوَى تَرْى دِموعى؟,,, بقلم الأستاذ,,أحْمَدُ الغَرْبَاوى





أحْمَدُ الغَرْبَاوى: حَبْيبى.. مَاجَدْوَى تَرْى دِموعى؟
أحْمَدُ الغَرْبَاوى يَكْتِبُ:







حَبْيبى.. مَاجَدْوَى تَرْى دِموعى؟
حَبْيبى..
مَاجَدْوَى تَرْى دِمْوعى..
فِى حِدود قَلْبى لَمْ تَعْدُ.. فَقْط مِثْل كُلّ النَّاسِ غَدْوتِ..
وَأَتْرُكَ لكَ عَلى المَلْىءِ نِدْفَ بَقْايْا ابْتِسْامَتى..
وَيُغْادِرُ طَيْفَكَ حُضْنَ وِسْادَتى.. يَغْرِقُ وَعَرْقُ آخر.. رُبّما..
رُبّما مِنْ رَائحتى تَنْجو؟
وَتَفِرُّ مِنْ أوْحَدِ ذَاكَ الحُبّ الذى يَشْعُر بِحُزْنِ رَوْحِى وَيُكْذّبُنى.. وَأُصْبَح..
مِثل كُلّ البَشْر أصْبَحْتُ بِالنّسْبِة لكَ..
تُصْدِّقُ ظَاهِر أمْرى!
،،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوَى تَرْى دِمْوعى..
وَلَمْ تَعُدْ يُسْكِرْكَ رِيحُ الغَيْثِ.. وَبَيْن شَفْتيْكِ تَمْنُّع فِنْجَان القَهْوة.. وَإبْاء كَوْب الشّاى الوحيد المُعْلّق دُخّانَه بِأنَاملنا..
وعَبْر نَافِذة مُدْاعَبة زَخّات مَطْر الشّتاء الكَئيب يَتْطَايْر بَيْن رَوْحَيْنا أثير خَالد.. يَتْدَثّر بِالظْلِّ.. وَرْوَنَق تَدْلّلِ خُصْلَات شَعْركِ بَيْن غَابات صَدْرى.. كَثافة مُنْاجَاة بَوْحٍ.. وَتُغْادر شَمْسُ الخَرْيف شُرْفة النَّهار..
حُلْمِى لَمْ يَعْدُ يَحْمِلُ جَمالَ بَرْاء وَطُهْر وَاقِع مَلامِحْى.. وَشّوْهَ رَحْلِكِ نَدْبَات جروح (عِشْقِ رَوْحِى)!
وَعِنْوة نَزْعَتِ ابْتِسْامَتكِ مِنْ بَيْن عَيْنَىِّ.. وَلا تَزْل قُطَيْرَات دَمْعٍ عَلى قَيْدِ الحَيْاة..
فَالوْقَت لايَزال مُبْكَراً..
لايَزل مُبْكَراً فى حُبّى تَغْريد العَصَافير.. لَهْوَكِ وَنِدْاكِ أجْمَل الصَّبْاحَات.. وَتعقّبُ ذَيْلَ جينزكِ سَحْرَ الليْلِ.. وَأرْجِوحَة ضَفْائرك وَرَطْب رَفِيفِ نَسْمِ الفَجْرِ.. وَبَعْث الرّوح وَهَسّ نُور الشّروق يَتْسَلّل لِمَهْدِ العُمْرِ.. وَحَيْاء وَشْوَشْات الرْبِّ.. رُبّما يُؤخِّر قليلا قَدْر لَيْلٍ بَيْنَنا.. وَلايَزْال خَدْرِ اللوْعِ يَسْرى فِى شَرْايينى وَيَحْتَلُّ أوْرَدتى إدْمَان أبَدْ.. فما يَزال..
الوَقْتُ لايَزَلْ مُبْكّراً عَلى الرّحْيل..
وَالاشْتِيْاقُ تَتْسَلّل أنَامِلَهُ البَضّةُ مِنْ بَيْنَ عِيدان مَهْدِه الخَشْبيّة..
يَجْوع لقُطَيْرَات حَنان لَبْنِ نَهْدَيْكِ!
وتَتْجَوّل رَوْحى وخَطْر نَفْسٍ.. تَتْجَلّى بِعِشْقى خُلود مَعْنَى.. تَنْاغُم حَرْف فِى رَنَة وجَرْس لَفْظ.. عَلْى موسيقى نَبْض.. يَتْهَادى حَبْوَ ضَميرٍ شَبْقٍ.. عَاطِشٌ لمَوْلد حَيْاة حِنّيْة..
حِنّيْةُ مَهْدٌ.. عَالقٌ فى أَرْجوحة حَنْان.. بَيْن الصَّدْرِ وَالسُّرْةِ يَتْقَطّر زَنّات طِفلٍ!
الوَقْتُ لايَزَلْ مُبْكّراً عَلى الرّحْيل..
وعلى شَفْا بِيْار الحُبُّ يَشْدُّنى نَضْحُ رَذْاذِ يَنْعٍ.. لأوّل مَرّة..
لأوّلِ مَرّة (عِشْقُ رَوْحى) يُدْمِنُ رَشْفَكِ؟
وَلو قَايَضْنى الرَبُّ بِعْشَرِ سِنين عِجْافٍ فى اعْتِكْافِ قُرْبَكِ.. خِدْمَة أهْلِّ بَيْتَكِ.. ضَمان سَعْادتكِ!
الوَقْتُ لايَزَلْ مُبْكّراً عَلى الرّحْيل..
وعلى حَافْتَىّ اللهو يَتْمَايْل حُبّى..
غَجْريّةٌ تَغْرى العَبْثَ تَدْلّلُ شَقْى.. على أنْغَامه تَموجُ فى حُضْنِ مَوْجٍ.. يَخْطِفُ نِعْومة رقّ حِسّك.. المُتْسَرّبُ وَطفولة جِلْدَكِ ألِقْاً فى مِلْحِ اليْمِ.. يَبْرِقُ زَبْدَ شَطِّ.. وَقْت إنْكِسْارِ خَجْلِ الغروبِ فى نِهْايْةِ المَّدى..
أحْلامٌ جَامِحْةٌ.. تَرْتَجِفُ وشَهْقة عِشْقٍ.. غَشْىّ جَفّ حَنْين..
أُمْنِيْةُ عُمْرٍ بالورقة الخَضْراء والرْقّة والأنُوثَةِ.. دَوْام رَبيع غُصَيْن وتَعْشوشب أرْضٍ على رَىّ أنِّ قَلْبٍ.. فى لَوْحِ الله المَحْفوظ مُوثّقٌ قَدْرَهُ.. ومَقْضىٌّ عَلَيْهِ فى الحُبّ!
فى اشْتِهْاء يَمْام يُقْبّلُ سَنْابِلَ قَمْحٍ..
يَسّاقط ودَنْدات بِذْر نَبْتى وطِين أرْضِى!
ضَىٌّ نَاعِسٌ بَيْن الغَفْوِ والصَّحْوِ.. فُتْات تَيه لَيْال آخِذه فى الرَّوْاح والمَجىء صَبْاحات اليوم ومَسْاءات الحُلم..
ويَلفّهما هَمُّ غَدٍّ.. ويُضْيَّعُ فَقْدَكِ ماتَبْقَى فى حَاضِر هَيْامِ عُمْرٍ..
عُمْرٌ لايَرْضَى بجوارَهُ حَدٌّ.. أىّ حَدّ!
ويُنْفِخُ الربّ رِيحاً فى سَمْاوَات نَافذة طَلّ عِشْقٍ..
فماذ؟
ماذا يُجْدى مِوْافَقةُ بَشْرُ الأرْضِ.. أحْيَاهُم عَبْداً.. عَبْد؟
وحُبّى حُرّ..
بَيْن جِنْاحَيْن.. يُخَبْئُكِ فى طَيّات الرّيش.. ويَطِيرفى ذِمَّةِ غَيْبِ المَجْهول..
أرْجوكِ خَبّرْينى:
ـ كيْفَ أعْشَقُ النِّينَّى النَّائمُ فى عَيْنَيْكِ.. تحْرِسَهُ نُجَيْمَاتٌ ذَهْبِيّةٌ بِمِعْصَمِ الغروبِ الشَّاحبِ.. يَخْتَفى نِصْفَهُ رَمْادَ مَىّ نَهْرٍ.. عَذْب الخَدْرِ؟
بِرْبّكِ قولى لى:
ـ كَيْفَ ألْتَحِفْهُما مَهْدى الأبَدْى..
وفى البُعْادِ يَمْلكُ بَصْرَكِ غَيْرى؟
فى أمْرٍ.. قلبى يَصْرخُ:
ـ أنْتَ عَبْدى!
وحُبّكِ لَمْ يَعُدْ
لَمْ يَعُدْ مِلْكى!
وحُبِّى يَأبى..
يَأبى يُغْادِرُنى؟
،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
رُبّمَا لا
*(أمْلكُ قلباً لا يُؤذى أحْداً
ولكنه يؤذينى..)
وَلكنّى أخْشَى عِنْدَما يَتْألم
يُؤْذى مَنْ فى الله يُحْبُّ
لأنّه مَايَزَل فى رَحْمِ الحَنْين
جَنينى..
حَبْيبى..
رَغْم أنّها
لَمْ تَجِفّ دِموعى
لَمْ تَزلْ
لَمْ تَزلْ فِى الله حَبْيبى
،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
وَعْنَّا يَرْحَلُ الحُبُّ الذى مَنَّهُ الله عَليْنَا.. و
وَلم نَكُن نَسْتَحِقه؟
وَحْرَمْتِينا بَهْجة الرّوح بِتْكَبُّر وَعِنْاد..
طَيْرٌ رَقيق عَاشِقٌ.. لَمْ يَخْلِفُ مَوْعِدَهُ أبَدْاً فى رِسْالة حُبّ إليْكِ.. نَضْحٌ وُتَحلْقٌ وَزَهْوٌ بِأحرفِ عِشْقَكِ!
حُبُّ فِى الله.. وَحْدَهُ لَمْ تَكْتَفِ بِه.. وقَلْبٌ لايَمْلِكُ أثْمَن مِنْه.. ويَبْخَسُ فِى الوجود كُلُّ مَا دُونه!
طِيب وِدٍّ.. وَأمْن سَكْنٍ.. لَمْ تَمْنَحيه فُرْصة لتُصَدّقى حُبّه.. أو تَعْلّمِيه كَيْفَ فِى الله يُحْبّك أكثر؟
وَلا أخْضَر ضَوْء وَصْله.. لِيَمُرّ.. وَيَعْبِرُ كُلّ حَوْاجِز الأرْضِ نَحْوَكِ..
فِى كِبْريْاء يُجيدُ التَخْفّى بِوْجَعه.. مَأوى خذلان ومَغار اعْتِكاف احْتِضار يَوْمه!
فما جَدْوَى تَرْى دَمْعَهُ؟
،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
تَمْزّقَت بَكْارَة رَوْحَى.. وَلم يَغْتِصْبَها أحْدٌ!
تَسْتَرْت بِسْوَادِ لَيْلِ وَتَطْهَرْت فِى خَيْبَات شُهْبٍ.. فَارّة مِنْ نُجَيْمَات سَمْاوات صوْب أعْمَاقِ مَىِّ.. لِيْحَرِق عَذْرَوات البّحْرِ..
القلب البَتْولٌ يَحْلم بِيْقَين ضَيّى السَّحّر.. وَوْصَل الغُنا حُبّاً فى الله..
كَمْ أنْبَأتنى الدّموع المُسْالة عَلى عَتْبَاتِك دُون أنْ تَجْفّ أو تَمْسَحْيها شَفْقَة مَرّ.. أنّكَّ
أنّكَّ لَمْ تَعْدُ خَلْف البّابِ تَشْمُّ رِيحَ إتْيَانِى.. وَلَمْ أحْذَرُ.. لَمْ أحْذَرُ..
أنّكَ الوَّاهِمُ.. القَاطِنُ أرْصِفَةَ حِدْودِى!
أنّكَ مُنْذ ألف ألف عَام أنْتَظِرُكَ؟
وَلكِنّكَ تُدْمِنُ تَعْاطى الغِيْاب.. وَتْرنٌّحْات التَدْلّل عَلى مُوسيقى عِشْقِ رَوْحِى.. دون أنْ تَسْقُط فِى حُضْنى؟
ومِنْ أضْلُعى المُهْتَرْئِة بِحْنَايْا وُجودك.. تُدْمِن التَسْكّع بِلا مَواعيد.. وَالتَتْويج فِى مَمْلكتى أبْدَ حضور!
وَعْلَى حَوْافِ أظْافِرك التى أنَام عَلى لَعْقِها.. وَأرطِّبُ بِها شَعْرَ صَدْرى.. تُحْرِقُنى
تُحْرِقُنى.. وَتُسْقِطُ تَوْهج وِدْيَانى؛ وَبَهْجَة أنْهَارى؛ قُطَيْرات أسْى؛ وَنِدْف بَقْايْا قَلْبِ؛ وَرْذَاذ دَمّ يِلْوّنُ مَحْبَرْتى!
،،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
ربّما مُعْفّرَةٌ بِغُبَار وَهْمٍ..
مَغْروسٌ فِى حَقْيقة مَا قَبْل الخَلْقِ.. لايُنْبُت فِيه غَرْس هَذا العَصْرِ ثَمْرَكِ.. لَمْ يَنْفُخ فِيه الرَبُّ بَعْد..
يَسْمُو فَوْق تَرْتق نَزْف الحُزْنِ.. وَدَوامَ سِكون قَشْعَرْيرة مَوْت فُراق كُلّ يَوْم وَفِى حُضْنِ آخر لازِلْتِ!
وَيْتَجْمّدُ الزَّمْنُ نِهْايْة طَريق.. وَيْتَلاشى بَوْحُ خَفْقَةِ قَلْبٍ بَيْن جِفْنَيْكِ!
وَرْسَائلى المُبْلّلَة بِنَزَّ (عِشْقِ رَوْحِى) عَلى سَفْح سَرْابِ الشَّيْبِ.. تَرْفِضُ الغَرْقَ قُبَيْل أنْ يروح مَاء الوَجْعِ.. وتُنْشّفِه نَظْرِة عَيْنَيْكِ.. مَنْ يَدْرى
رُبّما يَتْمَهّل مَلاكُ المَّوْتِ فِى رَقْصَتِه عَلى سَاحة صَدْرى؟
وَطويلا تَرْوح حَبّات القَمْحِ السَّامة فى سُبَات قَبْل طَعْمى؟
مَنْ يَدْرى؟
رُبّمَا يَتْأخّرُقليلاً فَصْل حَصْاد مَوْتى.. وَفِى الشّتِاء يَبْرَد نَصْلُ المِنْجَلُ المُخْتَارُ لِحْشِّى..
فَتتوضْأُ عَيْنَاى بِمْىِّ دَمْعِى..
وَتَتْلو فِى الله أسْفَارِ عِشْقِى!
وَتَرْاتيل مَآقى العَوّزِ وَالحَوْجِ إلتْمَاسَ.. وَرْجَى رَبِّ!
،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
وهِى تَتْوارى خَلْفِ جُدْرَانِ جِفونى السَّميكة وَالمُجْمَّدة بِمْلح المُرّ..
رُبّما يَتْوارى غَافياً.. كَمْا التْحَفْتِ بِأرْدِيْةِ الهْجَرِ وَالفُرْاقِ..
إلى أىّ طِيبٍ كُنْتِ جَائعْةٌ.. وَكُلّى مَصْهورٌ لكَ خُبْز نُور!
وَأُشْعِلُ قَنْادْيل كُلَّ الشَّوْاطِىء تَرْقُّب فَنْارَ تِرْحَالاتَكِ حَتّى تَرْمَّدْتُ فَأْحْرَقْتُ نَفْسِى..
وَتْكَحّلُ بِسْوَادِ غَيْم شِتْوىّ رِمْشِى..
وَعْلَى هَدْىّ رَوْحَكَ كَانَ ذَبْحى.. وَعْلَى حُبَيْبَات رِمْالِ متْحَنّيْة بِذَبْدى.. يرْسُو عُرْسٍ كَان بالأمْسِ مُنْى زّفّى!
دَعْ السّوْادَ يَسّاقَطُ مِنْ لَيْلِ سَيْلِ الدّمْعِ؟
ويُلَمْلِمُ تَنْغِيمات خَوْارِ الرّوح تَرْوى..
تَرْوى خَصْبَ الأرْضِ.. يَنْعٌ يَتْوارد.. أنْفَاسٌ تَحْتَضِر رِوَيْداً رِوَيْدا.. حَيْثُ تُثْمِرُ الخِيْانَة!
التُّفاحَةُ المُثْلَى.. ومّاكنتِ حْوّاءِ المُثْلَى..
بَلْ كُنْتِ الأمْثَلُ فِى دِينى وَعُرْفى..
وَناجَيْتُ الرْبّ أمْاسىّ الموثقة بوجودك فى عُمْرى أنْ..
أنْ يُسْامِحْنى..
يُسْامِحْنى عَابِدُ حُبٍّ؟
وما..
ماهو إلا شُكْر مَنّى..
،،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
إمْنَحْها قَليلاً مِنْ العَطْفِ الذى لا يُفْعَم بِها..
دَعْيها تَتْمَدّدُ قُرْبكِ.. فَهى تَشْتَهى رَائحة عَرْقكِ.. حَتّى لو امْتَزْجَ بِأريج حُضْنِ آخر مُؤلِم.. يَتْجَلّدُ بِعْظِمْكِ..
دَعْيها تَتْمَدّدَ قُرْبِكِ..
وَتَحْلم بِسْكَنِ اللّون الذّهْبِىِّ الدَّاكِن بَيْنِ جِفْنَيْكِ.. وَقُدْسِيّة البَرْاء فِى رِؤى النِّينِّى.. سَحْر الرَبُّ فِى وِرْدِ إعْجَازِ حِسّ..
وَلاتَزْل تَهْوَى تَعْبُر نَهْرَ الحَنِين..
وَلاتَنْسَى أنّه كَانَتْ تَتْمَنّى أنْ تَضْمّك لَحْظَة الوْدَاعِ الأَخْير؟
دَعْ دِمْوعى تَبْتَهل دَاخل نُور يُؤنِسُها..
وَتَتْهَادى دُون أنْ تَدْرى عَيْن الرّوح التى تَبكِيها فَلا يُحْبُّ..
فِى الله..
لايُحْبُّ مَنْ يَتْذَكّرُ أنَّه يُحْبُّ!
فِى الله..
لايَعْشِقُ مَنْ يُدْرِكُ أنّه يَحْيَا حُبَّهُ!
،،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
دَعْيها..
رُبّما تَجْفُّ دَوْائِر رِغْيف.. لاتَسْدُّ جَوْعَ فَقْيرِ.. وَلايَهْنَأ بِهْا لَقْيِتُ!
تُدْاسَ بِأقْدَامِ طَرْيق..
وَفِى إعْصَارِ سَقْطة.. وَزَمْهَرة بَرْدِ سَوْادِ مَطْرِ..
وَفِى حَنْايْا قِفْارِ (عِشْقِ رَوْحِ).. وِشِتَاتَ ظِلالِ مُجْدِبَةٍ..
وَبِلا وَطَنٍ تَضيعُ هَبْاءاً مَنْثُوراً..
ويَتْرِكُ خَرْيفُ العُمْرِ الرَّبيعَ الزّاهِرِ.. يَهْدِرُ صَقيعاً حَتّى التَجْمّد!
وَحْدى حَبْيبى..
وَحْدِى أسْمَعُ صَوْتَ دِموعى المُنْهَالَ عَلى تَكْسّرَات أوْرَاق الخَرْيفِ فَأنْتّشى بِسْيمفُونيّة حُبِّ حْبِسُ زَمْنى.. مُتْخَفّفاً مِنْ عِبِء وَثُقْلِ وَرْقِى.. بإعْدام.. تَنْفيذ قَرْار حُكْمِ!
وَيْبَوحُ عُرْىّ غُصْنِى مُحْتَفْيّاً بِرْومَانْسِيّة (عِشْقِ رَوْحَى)..
وَفِى دِفءٍ لامُتْنَاهى..
قَلبى المُتْعَبُ يَلْتَحِم بِحْبُى الضَّائع فى وِدّ وِسْكون..
وَأنْتِ..
يَرْحَلُ الرَّبِيعُ المِتْلَوّنُ بِزَيْفِ أصْبَاغِ البَّشْرِ..
وَفِى الله يَرْضَى حُبّى قَنْاعَةَ نَصيبِ الرْبِّ فِى جُبّ الخَرْيفِ..
وَآخر مَدْى الوْجَدِ خِلْقَةِ رَبِّ.. يَهْوى
فِى عِشْقَكِ الأبْدِى
يَهْوى قَلْبى الكَفْيفِ!
،،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
فِى قَدْاسِة الحُبِّ نَعْشَقُ غَصْب عَنّا..
وَيْعَشْقَنا الحُبُّ فِى دِرْايْةِ رَبِّ..
وَنَرْتَجِفُ آخر مُنْتَهْى الانْتِشْاء.. و
وَنْجِىء وَنَروح.. مَوْجَات لاتَهْدَأ.. بِلاَ صَدْى فِى إجَابِ رَجْاء.. وَفِعْلِ تَوْسّلات إنْجِرْافِ حَنين..
وَلانَلْتَمِس طُوْقَ نَجْاة!
رُبّما لانَشْعَر بِدْنِوّ الغَرْقِ.. وَرْحِيل ابْتِسَامِ حَيْاة..
فَما جَدْوَى ظُلْمَةَ قَلْبِ..
وَالعَيْنِ يَغْمُرَها ضِيْاء!
حَبْيبى..
دَعْنِى؟
فَفِى بَطْنِ حَنْين دِموعى كُلُّ تَفْاصِيل لُقَانا.. لَوْنٍ الاشْتَيْاق.. وَمذْاق التَمْنّع وَالسُكَات.. وَضَنّ الأنْفَاسِ تَخْنَقُنَا تَوْحّش قَسْوَة صَمْتٍ.. وَلْوْع جَوْى.. يَلْتَمِسُ عَطْفِ الرْبِّ اعْتِكَاف خَضْعٍ.. وفِى إحْرَامِ الرَبِّ يَطوفُ زُهْدٌ.. يَلْتَمِسُ خَلْاصَ عِشْقٍ؟
،،،،
حَبْيبى..
مَاجَدْوى تَرْى دِموعى..
حَبْيبى..
فَى مِعْطَفِ المَطْر
وَعْلَى أنّات حَشْرَجِةِ الوّلْه
أُتْرُك دِموعى (تَتْنَفّس أنْفَاسَكَ)؟
وَأكْمِل أنْتَ قَصْيدة الشّتاء الطَوْيل
بَيْنَما دَعْنى أنا أُكْمِلُ
أُكْمِلُ (مَوْتِى فِيكْ)
أُكْمِلُ (مَوْتِى فِيكْ)؟
****
بقلم: أحمد الغرباوى
*هذه جملة للأديبة اللبنانية غادة السمان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق