قــــــيــــــثــــــارة ,, بقلم الأستاذ ,, محمد فاروق

(( قــــــيــــــثــــــارة ))
قـيثارةُ الـحُلْمِ الـقديم. ..تهشَّمَتْ
أوتـارُها انـقَطَعتْ عـن الألـحانِ..
مَـلَّتْ أكـاذيبَ الـغَرامِ ..فَـأَحْرقت
ْ أنـغـامَـهَا وتَـشَـرنَقَتْ بـكـياني
رَحَـلَتْ وَقـهرُ الصَّمْتِ في أحشائِها
ومَـضَتْ مـع الأطيافِ في هيَمَانِ
رحَـلَتْ وتَـرَكَتْ فـي الفؤادِ مَلامَة
نَـقَشَتْ مـدامعَهَا عـلى شِرياني
فـإذا ابتَسَمْتُ فإنَّما أُخْفي الأسى
وإذا بـكـيتُ.. بـكيتُ فـي هَـذَيَانِ
صَـمَتَتْ وريـقاءُ الـغَرام عن الغِنَا
وتـكـلَّمَ الـقـهرُ الـذي يـغشاني
صَـمَـتَتْ وقـالتْ بـالمدامع إنَّـما
أنــتَ الَّــذي بـغـرورِه أدمـانـي
مـزَّقـتَ آمـالـي الـعريضة َبـغتةً
وتـركـتَني عـجـزا ً بـلا طَـيَرانِ
حَـطَّـمْتَ لـوحاتي الـبريئةَ لاهـيا
حـتـى أفـقتَ ..تـركتَني لأعـاني
سـافَـرْتَ دون تـرفُّـقٍ أو نـظـرة
لــمـودِّعٍ كـــم أنَّ فــي ذوَبــانِ
ومـضيتَ تـحملُ فـي يديكَ حقيبة
ثـكـلى تـقلِّبُ بـالأسى أشـجاني
يـا أنـتَ يا نبضاً تَرقرق َفي دَمِي
أهـديـتـني لـلـهجر والـحِـرمانِ
كـيف اسـتبحتَ برائتي وطفولتي
وخـدعـتني بـالـوهم كـالـصبيانِ
أذنـبتُ حـين رسـمتُ فيكَ ملامحي
والـيـوم تـتـركُني بــلا عـنـوان
تـاهتْ خـطايَ وأُخرِسَتْ أنشودتي
والـشكُ بـعثرني عـلى الـشطآن
جُـنِّـتْ لـيالي الـحبِّ فـيكَ تـألما
والـلـيـلُ أحـرقَـهـا بــلا نـيـران
يـا طالما أسكتُّ همسي كي ترى
أذْنــاي خـطـوكَ عـائداً لـجِناني
وفـتحت أبـوابي يـصارعها الهوى
حـتـى تـجـيئ ودونـما اسـتئذان
لـكـنها جـفـت وبـعـثرها الـرجا
وتـمـنـت الـنـسـيان لـلـنسيان
هــذي خـطاباتي الـتي وقـعتَها
مـتـلـهِّفا مِــن عـاشـق ولـهـان
أمْـسَتْ تـنوحُ عليكَ مثلي ..حالُها
أمـسى كـحالي ذابَ فـي التّحنان
ِ هـذي مـناديلي الـتي يـا طـالما
مَـسَـحَتْ نــدى كـفـينِ يـلتقيان
إنِّــي أحـادثُـها بـدمـعي كـلَّما
نَـزَفَ الـفؤاد ُ..وغابَ في الأحزان
إنـي دفـنتُ الـعمرَ مُذ ْ فارقتني
وتـنسَّكَتْ رُوحـي كـما الـرُّهبان
فـاقـطعْ حـيـاتَك لاهـياً مـتضاحكا
ً فــغـداً يـصـيـرُ الـكـلُّ لـلـديَّان
أو عِـشْ وفيك القهر يغرس نصله
تـتـذكـرُ الأيــام قـلـبُكَ عـانـي
طـيفي يـطارِدُ ألـفَ ألـفِ قصيدة
قــد صـغتَهَا مِـنْ قـصةِ الـخِذلان
إنِّـي نـذرتُ العمرَ فيكَ من الصِّبا
فـشـريتَهُ بـخساً .....بـلا أثـمانِ
ونـسـيتُ كـلَّ أحـبَّتي ونـسيتُني
وقـطـعتُ أعـوامـي بـلا خـلَّاني
إنِّــي جـعلتُك قـبلتي ومـرافئي
وجـعـلتُك الأقــداسَ كـالسلطانِ
والـيـوم تـتركني أصـارعُ غـربتي
لأكـلِّـم الـذكـرى بـغـير لـسانِ
فَـهُنا جـلسنَا سـاعةً فـي همسِنا
وهُـنـا أغـارَ الـشوقُ كـالطوفانِ
وهُـنـا تـمـازحنا وجـلجل ضـحكُنا
وهُـنـا وشَـمْنَا الـعهدَ بـالجدران
ِ وهُـنـا حـلُـمْنا والأمـاني حـولَنَا
وهُـنا سَـبَقْنَا الـطيرَ في الطيران
ِ وهُـنَا هُـنَا ..وهُنَا هُنَا.. وهُنَا هُنَا
وهُـنَـا يـصـيرُ الـعُـمرُ كـالسَّجان
ِ الـيومَ أُفْـضي لـلزَّمانِ فـجيعتي
الـيـومَ أُسْـلِـمُ لـلـرَّدَى جُـثماني
فـاتـركْ خـطاباتي وكـلَّ دفـاتري
واتركْ مناديلي فذي... أكفاني..!
شـعـر/مـحمد فـــاروق مـحـمد
عــضـو اتــحـاد كـتـاب مـصـر

0 التعليقات:

إرسال تعليق