حَبْيبى.. أرْجوك.. لاتُغْامِر بفقده؟..بقلم الأستاذ,, أحمد الغرباوى


أحمد الغرباوى يكتب:


حَبْيبى.. أرْجوك.. لاتُغْامِر بفقده؟




قالت: كُلّ الكلام مُسْتَهلك..!
فحزن..
قالت: كيف أعرف أنّك تُحبّنى إنْ لَمْ تقُل..؟
فاعترف أكثر مِنْ مَرّة..
قالت: ماجَدوى الكلمات إنْ لَمْ تَفْعل..؟
تأمّلها.. وصَمْت..
قالت: لايَفُز بالحُبّ مَنْ لَمْ يُغامر فى حُبّه..!
يَحْدْقُ فى سَقْفِ عَيْنَيْها.. فَنْار رَسْمها على سَفْحِ حُجْرَته.. وترنّم:
ـ حَبْيبى..
وماذا أفعل.. ولم يَسْمع قلبك حَيْاء ثرثرتى فى جُبّ صَمْتٍ..!
ولم يَثْر عقلك صِدْقِ حَرْفٍ..؟
فآثر عِزّ عُمْر بن الخَطّاب فى كِبْرياء..
ورحمة أبى بكر فى حُريّة عِشْقِ رَوْحى..
وشغف مُحْمد حِبُّ الله بعائشة فى غُلبِ أمْرٍ..
ورقّ ورُقىّ أنوثة خديجة..
فى الله تُدْثّر حُبّ عُمْرى..!
،،،،
حَبْيبى..
أنا..
أنا لا أسْتَطع إلا أنْ أُحْبّك أكثر..
ولم أُخْلق إلا لكى أُحْبّك أكثر وأكثر..!
ولابأس أن يُغْامر الإنسان مِنْ أجل مَنْ فى الله يُحْبّه..
ولكنه يَخْشى فقده..!
فيؤثر يَحْياه ودوام وجوده فى سُبْات سكوته؛ وودّ سَوْاد ليْله..!
،،،،
حَبْيبى..
مَنْ فى الله يُحْبّه..
كيف يُغْامر مِنْ أجْله..
وهو لايزل لايعرف مَدْاه فى رَوْحه..!
أمِنْ أجل حَبْيب وَحْده..؟
أم لكى يغدو شَهْيد عِشْقه..؟
،،،،،
حَبْيبى..
ماجَدْوى يُغْامر.. وهو لايزل لايَعْرِفه
كما هو فى دَمّه يَسْرى حِسّ جِلْده..!
يذوبُ فى أحمر شرايينه وأوْرِدَتْه..؟
أم يَحْيا سَرْاب غَيْم سُحبه..؟
ومن المطر لا
لايَفُز بغيْر رَمْاد حَرْقه..!
،،،،،،
حَبْيبى..
ليْس كُلّ عاشق فارس..
فارس يَمْتطى الجَوى
صَهْوة مُغْامر..!
كُلّ عاشق أكيد شاعر..
شاعر يخْشى
خُسْارة مُقْامر..!
ولا يرهِنُ حُبّه..
ولايؤذ حَبْيبه
وفى حلم أيّوب
يَخْلدُ صابرْ..!
ومَنْ يُحْبُّ فى الله
أبداً لَمْ.. لم يَكُنْ
مع الله خَاسر..!
،،،،،
حَبْيبى
ربّما فى برودة أعصاب؛ ترينه يتجاهل..؟
ولما ليْسَ مِنْ شدّة الألم تخدّر..
وقرّر ألا ترينه
ألا ترينه حتى الثمالة يترنّح..
فتغافل..!
،،،،،
حَبْيبى..
أرجوك.. بفقده
أرجوك لاتُغْامِر..؟
فأفقد وأنْتِ الاحتفاء السّاحر بِنْدفِ الشّروق.. المُندّى برذاذ أنفاسك تَسْبيحاً لله..
وتختنقُ النفس الضائقة بحشرجة الموت فى حَلْقى..
وتتخلّى عَنّى نَكْهة قهوتى المَخْمليّة بَدْلاً حضورك..
وبين أضلعى تفرّ رَغْبَتى.. تهرب من حَدّ موس حَلق ذقنى..
وفوضى غَيْم؛ رمادىّ اللون؛ يفترش كآبة أركان غرفتى المنقبضة؛ تأبى..
وتَرْفضنى وَحْدى..!
وَحْدى وإلحاحات تَسوّل صَبْوة عاشق فى التماس طيفٍ؛ بقرابين فِيْوضات شَوْقٍ؛ ورشف خَيْالات عالقة بأهْدَابى.. بريق فنار يَخْترِقُ ظُلمة واقع؛ بلاوجود
بلا وجود لآثار خَطْوك..!
،،،،
حَبْيبى..
أرجوك.. بفقده
أرجوك لا تُغْامِر..؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق