حلبٌ.. ترميم الوصايا ... بقلم الاستاذ أحمد عبد الرزاق عمورى

حلبٌ.. ترميم الوصايا

حلبٌ أتاك الموتُ ينعقُ غازياً..
.كالليل يخصفُ بالسّواد المبْرم
هي شهقةُ الأحياء تحفر تاجها..
تلقي الشّهادةَ في جبين الملـْهم
هي كالعروسُ قبيل نصر زفافها
ينسابُ زمزمها بروح المفعم
أنت الحياةُ على ملامح لم تزلْ
نحو النّهار تفيضُ حرفَ المعجم
.......................
حلبٌ بعيني كالحمائم ترتمي
ويلاتُ أرملة تنادي طفلها...
ما بين أشلاء الدّمار المُحْكم
ثلْجٌ رماديُّ الْلوْنِ غطّي درْبها
ومداخنُ الزّفْراتِ كالرّايــاتِ تشْهرُ رأْسها
والنّاسُ من وجْلِ القذائفِ يخْلعونَ رموْشهمْ
وبكلِّ أقْبيةٍ يعدّونَ الثّواني والخلايا والصّدى
خيْلُ المنايا ترْتمي شرْقــاً وغرْبــاً أوْ شمالاً أوْ جنوبْ
والخلْقُ في مــرِّ المآتمِ ينْشدونَ كما الثّمالى رعْبهمْ
يتراكضونَ إلى سبيلٍ آمنٍ
وحمامةُ السّلْمِ الكذوْبِ تزيـّنُ ..
ثلّاجةَ الأمْواتِ في عظْمِ الوعودْ
.............................
حلب كمكلوم الفؤادْ...
يجتاحها مكرُ الوحوش المجْرم
فالرّومُ والأعرابُ نصْل الأسْهم
شهواتهم ورقُ المنايا نعْوةٌ
في مذبح الوقت اللئيم المعتم
والْموْتُ فوْقَ خريْطةِ الأجْسادِ يبْني قصْرهُ
متورّمٌ وجه العروبةِ من سياطِ خداعها
وعلى قناطرِ بابها ..
تأشيرةٌ لا ينْتهي محصولها
زيفٌ طويلُ العمْـــرِ يصْبغُ واقعاً
جثثٌ تطوفُ على جهات الطّلْسم
........................
وأنا (طحيّمرٌ ) على ناي المحبّةِ أغْتدي
والذّئْبُ لمْ ينْهشْ هوامشَ مــوْعدي
مسْتسْلماً بجوارِ شاهدةِ الشّهيدِ المرتدي كفن الترابْ
عزفَ الفراقْ سحابة الأوقات في نغم الوداعْ..
كالغـرِّ يبْسطُ بالحيـــاةِ مطــامعاً
وقصيدتي حلبٌ..
أبديـّـةٌ رغباتهـــا بالمـــوتِ تلعقُ مسمعي
مــاذا هنــالكَ حينَ أدنو صاغـــــراً؟
عظـمُ الشّظايـا بالقلـــوبِ صهيلهــا
كالنّــار تـأكلُ بالحقيقـةِ مدمعاً
مستعربونَ رمــوا قميــصَ ضغائــنٍ
والشّامِ ترْضـــعُ جرحها وقــرارها
قـــدْ لفهـا الأعْــرابُ بعدَ مدامعٍ
منْ أيـنَ أبـْدأُ؟..والمخالبُ أخْوةٌ
يسبونَ تـــاريخـــاً يزيـــّنُ موضعا
قالَ الشّهيْدُ :(وظيْفتي الموتُ الّذي يعْطي الحياةْ
ولدي كسنْبلةِ العطايا يفْتــدي وطناً يسوّرُ بالعنادْ
وصبيـّـةٌ بعدَ الدّموعِ الواثباتِ على خدودِ زهوْرها
عزفتْ زغاريدَ الجنازةِ والوداعْ
................
حلبٌ أمام عروبتي..
قالتْ: لهمْ كرواسخ الأطواد فوق المرْغم

سأعيْدُ ترْميْمَ الوصايا في دم
حتّى تعودَ الشّمسَ ثانيةً هنا

بقلم
أحمد عبد الرّزّاق عموري



0 التعليقات:

إرسال تعليق