ذكريات وطن ,, بقلم الأستاذ ,, مرعي محمد بكر

 
 
 
مرعي بكر

هذه القصيدة التي أصف بها مدينتي جيرود الحبيبة….
سهرة مع ذكريات الوطن
بئسَ الثلاثُ مع العشرينَ يابشرُ
عمرٌ تجدّدَ فيهِ...الهمُّ والكدرُ
أمضيتُ عمري مع الأيام معركةً
بالربحِ والخسرِ كانَ القلبُ ينكسرُ
زارَالشقاءُبلاد الرغد في عمري
يروي العذابَ ودمعُ الحزنِ منفجرُ
في ساحةِ القلبِ كانَ الكلُّ مجتمعا
والقلبُ مستقبلٌ أهلاً بمن حضروا
أضنى الفؤادَ بعادٌ عنكَ ياوطني
والوجدُمن ذكرى مرّت بهاالصورُ
جيرودُياقبلةَ الأشواقِ في صدري
أنتَ البعيدُ ومني جاءكَ الخبرُ
جيرودُ يا سرّ آهاتي وأحلامي
أبكي عليكَ وهذي الروحُ تَحتضرُ
جيرودُ يالوحةً بالعزِّ أرسمها
تحكيهِ ألواني جاءت بهاالسيرُ
جيرودُ يادمعةَ العشاقِ في ألمٍ
تسيلُ من هجرِ من تهوى وتعتصرُ
جيرودُ ياشعلةَ التّواهِ في ليلٍ
فيكَ الأمانُ ونارُ الحبِّ تستعرُ
ياسائقَ الإبلِ هل جيرودُ مقصدنا
قفْ بالربوعِ تكحّلْ فيهِ يا بصرُ
فيهِ الظلالُ إذا زارته قافلةٌ
ظلٌّ ظليلٌ لمن أضناهمُ السفرُ
كلُّ الدروبِ إلى جيرودَ توصلنا
حتى وإن يتربّصِ الورى خطرُ
ذكرتُ فيكَ ليالي الصحبُ ملتمٌّ
فوقَ الرصيفِ يطيبُ الحلمُ والسهرُُ
في إرضِ ملّاحةٍ كانت سعادتنا
والناسُ ساهرةٌ من دونها حذر...ُ
جيرودُ ياجنةَ الخلّاقِ في أرضٍ
من جاءها زائراً بالحضنِ ينغمر.ُ
فصلُ الخريف يعرّي الغصنَ من ورقٍ
ترى الشوارعَ منثوراً بها الصُّفُرُ
كلُّ الرياحِ شمالُ الشرقِ جاءبها
كأنها النارُ يستعلي بها الشررُ
فصلُ الشتاءِ عطاءُ اللهِ في هبةٍ
سيلُ المياهِ سخاءُ المزنِ ينهمرُ
لونُ الضبابِ لقاءُ الصبحِ في وعدٍ
يحاربُ الوجهَ في رقٍّ وينتصرُ
الأرضُ باسمةٌ في تربها كرمٌ
ردُّ الجميلِ جمالُ المثلِ يامطرُ
جاءَ الربيعُ ثيابُ الخضرِ سندسها
بين الهضابِ روابٍ تُكتسى الدررُ
كأنهُ الدوحةُ الغنّاءُ في روضٍ
سلوى لمشتاقةٍ أحبابها هجروا
الشمسُ تلقي شعاعَ النورِفي فجرٍ
والأرضُ من نورها غنّى لها الشجرُ
سروٌ وزيتونٌ في الساحِ مزروعٌ
والناسُ سائرةٌ عجّالَ قد عبروا
وياسمينٌ وجوريٌّ وريحانٌ.
منهم عبيرٌ لكلِّ الكونِ ينتشرُ
مرجُ السنابل تبرٌ في مناظرهِ
ترويهِ ساقيةٌ في دربها الحفرُ
فصلُ الحرارةِ كلُّ الخلقِ ترغبهُ
فيهِ الصفاءُليالي الأنسِ والسمرُ
إنا سمُرنا وفي الألباب أفراحٌ
تحتَ النجومِ جمالٌ طبتَ يانظرُ.
تشكو إلى البدرِ آهاتٌ بأجفانٍ
قد صابهاأرقٌ بالسُّهدِ تشتهرُ
عندَ الظلامِ يطيبُ العشقُ في سر ٍّ
يأتي الشبابُ كما أحبابهم أمروا
آهٍ عليكَ عليلَ الفجرِ من أرضٍ
ريحُ الرطوبة في الأجواء تنتشرُ
فوحُ الأريج نسيمُ الجو يحملهُ
أطلالُ طلٍّ مع الأزهار تنصهرُ
آهٍ عليكَ أصيلَ العصرِ في نظر.ٍ
خلفَ الجبالِ تهيمُ الشمس ُتنأسرُ
وقتَ الغروبِ هيامُ الصَّبِّ في صلةٍ
هذاالغروبُ فكيفَ الحالُ ياسحرُ
في أهلِ جيرودَ كلُّ المجدِ مأثورٌ
أهلُ المحاسن فيها الفضلُ يعتمرُ
كلُّ الرجال بصيدِ الطيرِ متعتها
صوتُ البنادق في ملاحةٍ جهروا
سربُ اللقالقِ صيادونَ ترقبهُ
في لمةِ الصيدِ كلُّ الودِّ ينحصرُ
مهدُ المروءةِ والإيثارُ في أصلٍ
أهلُ المكارمِ طولَ العمرِ تنذكرُ
للضيفِ نزلٌ وفوق الرأس مسكنهُ
الجودُ في كرمٍ والضيف ينبهرُ
صيتُ الرجولةِفي جيرودمرصودٌ
ٌمن منبتِ العز أهلُ الفخر تنحدرُ
من داسَ أرضه لاينسى فضائلهُ
من لم يزوروه فالنصيحة انتحروا
عامانِ يابلدي والشوقُ يكويني
عامانِ مرّوا وليلي ملّهُ القمرُ
عامانِ ياوطني والوصلُ غايتنا
حبلُ اللقاءِ بكيدِ الخلقِ منبترُ
هذاالسؤالُ إليكَ اليومَ أسألهُ
الشوقُ بالمثلِ هل يشتاقني الحجرُ
إني بوجدٍ عليكَ الآنَ ياوطني
أقبّلُ التُربَ والأقدامُ تعتذرُ
طالَ ابتعادي فهل جيرودُيرحمني
ماحيلتي إلا مازلتُ أنتظرُ
هذي الحياةُ بها أقدارنا كُتبت
والخيرُفي كلِّ مايأتي بهِ القدرُ
مرعي محمد بكر
فتى قلمون
ابن جيرود
……………………………………………

0 التعليقات:

إرسال تعليق