#سبرتايه_جدتى ـــ بقلم الاستاذ/ محمد عطية


No automatic alt text available.


#سبرتايه_جدتى ـــ بقلم / محمد عطية
اسرار بناء بيت العيله (3)
كوشه بيكلم نفسه ... هو ايه اللى بيحصل معايا ده ؟ انا فى شبرا و لا فى عابدين و لا البلد .
انا دلواتى و لا امبارح و لا كمان شويه ... ايه البرجله و اللخبطه دى...اكونش اتهفيت فى نافوخى .... طب انا كبير و لا صغير و لا ميت و لا لسه هتولد
هههههههه و الله العظيم انا بقيت مناخوليا خالص . بس سيبك انت و الله كانت ليله من الف ليله و ليله و لو اتكررت يبقى الموضوع جد و بحقانى ... انما لو متكررش يبقى انا اللى كان مزاجى عالى حبتين ....
.
و ف وسط ما كوشه عمال يكلم نفسه ....
سمع صوت حد بيهمس فى ودنه .... واد يا كوشه ... انت يا واد يا كوشه
كده تسيب السبرتايه مولعه و تمشى . و انا انام فى التراسينه للصبح .. اما انت واد قليل الربايه بصحيح.... لازم تيجى النهارده علشان تشترى سبرتو للسبرتايه زى مكنت بتعمل زمان ...اوعى تتاخر يا واد ... و هاتلى معاك بن محوج من باب اللوق و انت جاى .
و الصوت بداء يبعد يبعد لحد ما اختفى ...
.
كوشه فتح عينه لقى نفسه فى شقه شبرا و نايم على سريره ... راح قايم فازز من على السرير و بص فى مراية التسريحه ... الله الله ما انا زى ما انا اهو ..انا كنت بحلم و لا ايه ...ايه دا دى الساعه عشره بالليل ..هو انا نمت النوم دا كله من امبارح للنهارده ؟ .....و هو بيبص على نفسه فى المرايه بتاعة التسريحه .
كوشه راح متنح حته تتنيحه ........ ايه دا ايه دا ............
هو الموضوع بجد و لا هزاز و لا ايه ؟؟؟
...مستغرب ليه يا كوشه ..... الصوت دا جاى من ورا كوشه
هات البن و السبرتو و متتاخرش عليا انا مستنياك فى البيت ....
..كوشه شاف جدتو فى المرايه ..قاعده على حرف السرير و من الذهول تنح و متحركش .... بص وراه على السرير ملاقاش حد ... اتلفت حواليه لقى نفسه لوحده .
كوشه بيكلم نفسه .. تعمل ايه دلواتى يا كوشه تعمل ايه يا كوش كوش ... اكمل نوم و خلاص و لا اغسل وشى و انزل اركب لباب اللوق اشترى بن و سبرتو و اروح اقف عن بيت العيله فى عابدين و لا اتصل بحد من اصحابى و اسهر معاه ...
ايه الحوسه دى ......
واخيرا كوشه قرر ................
انا هكمل المغامره للاخر ايوه للاخر .. انا حاسس من جوايا ان اللى بيحصل معايا دا بجد مش تخيلات...
.
انا لازم اشوف ايه اللي هيحصل معايا .... انا هشترى البن من باب اللوق و هجيب سبرتو كمان و اروح لوحدى عند البيت ....لما نشوف اخرتها ....
.
فعلا كوشه اشترى البن المحوج و السبرتو و اتمشى من باب اللوق لحد شارع مؤنس افندى اللى فيه البيت .. كانت الساعه حوالى حداشر بالليل و الجو مفيهوش صريييخ ابن يومين كالعاده يعنى .
.ادينى وصلت اهو لما اشوف اخرتها .... و حصل نفس اللى حصل قبل كده الباب اتفتح لوحده و نفس القوه المغماطيسيه شدتنى لجوه و الحاجات الملعلطه استقبلتنى نفس الاستقبال .. بس انا كنت عادى المره دى ...بقيت خبره بقى هههه... المهم الموكب طع بيا قصدى بالطيف بتاعى لحد موصلنا لباب الشقه و دخلت برضو منه و هو مقفول .. بس المره دى بقا دخلت على الاوضه بتاعة جدتى على طول .... و رجعت طفل تانى ازاى ... معرفش.
جدتى / انت لسه جاى دلواتى ؟ ايه اللى اخرك كل ده ... دا انا سايباك من ساعه و نص .
انا / سايبانى فين و امتى يا جدتى ؟
جدتى / يا واد مش انا كنت عندك و قولتلك تجيب بن و سبرتو ؟
انا / ايوه صح .....البن و السبرتو...... اهو انا جبته زى ما قولتيلى...اجيبلك الفنجان و السبرتايه من الصندوق و تعملى القهوه و نقعد فى التراسينه تانى علشان نكمل الحكايه .
جدتى قالتلى عاوزنى احكيهالك و لا تشوفها بنفسك زى المره الاولانيه
انا طبعا قولتلها لا اكيد اشوفها بنفسى و حالا انا جاهز اهوووووووو
جدتى ابتسمت ابتسامه كلها فرحه و طيابه و حنيه........... و عملت فنجان القهوه و مع اول رشفه ليها من الفنجان............... لقيت الدنيا بتلف بيا و اكنى وقعت فى دوامه من بتوع البحر ........ اااااااااااااااااه .
.
و فتحت عينى و بصيت حوليا لقيتنى فى البلد تانى عند القهوه اللى وسط البلد اللى كل رجاله البلد و شبابها بتلموا عليها بعد صلاه المغرب يشربوا الشاى و المعسل و يتكلموا فى احوال البلد شويه لحد صلاة العشاء و بعدها يصلوا العشا فى الجامع و بعد الصلاه كل واحد يرجع بيته يتعشى و يقعد مع مراته و اولاده و لو فيه زياره عائليه او اى مشوار يعمله .
.المعلم حسن صاحب القهوه . ابن بلد و جدع و صاحب الكل ملوش فى اللوع و دايما بيقف مع الحق برغم ان سنه مش كبير قوى لكن اهل البلد كلها بتحترمه و بتسمع كلامه .
عنده صبى هو اللى بيقدم الطلبات اسمه مصباح ولد طيب بس حشرى حبتين بيحب يعرف كل حاجه و حاشر مناخيره فى كل صغيره و كبيره فى البلد بس هو طيب و كل البلد برضو بتحبه لانه وحدانى و القهوه هى كل حياته بيشتغل و ياكل و يشرب و ينام فيها و كل اهل البلد بيعتبروه اخوهم الصغير.
و دايما رجاله البلد بتجمعوا على القهوه و يحكوا مع بعض على احوال البلد و اللى بيحصل فيها .
و بيكون فيه مكان مخصوص فى القهوه محجوز على طول بيقعد فيه الحاج منصور و الاستاذ برهامى الخوجه و معاهم الحاج عمران البقال و رابعهم جدى طاهر اللى بيقولولو يا ابو انور و لما بيكون الجو رايق بيقعد معاهم المعلم حسن صاحب القهوه .
و كان كل كلامهم فى اليوم دا عن العاركه اللى حصلت بين ابو انور و زكى الطحان
المعلم حسن قال هو ايه حكايه زكى معاك يا ابو انور هو ماله و مالك ؟ اما دا راجل سو بصحيح بيرازى الناس و خلاص .. رد عليه الواد مصباح و هو بيحط الشاى على الترابيزه .. يا مين يلايمنى عليه بس و انا ارزعه علقه افش فيه غليلى اى و الله .... المعلم حسن قاله حط الشاى يا اد و روح شوف شغلك و بلاش كتر كلام
رد مصباح حاضر يا معلم و برطم و هو ماشى هو يعنى كلمتى انا اللى وقفت فى الظور ... كل اللى قاعدين ضحكوا و قالوا للمعلم حسن خف على الواد شويه دا واد غلبان و عايز يخدم .
الحاج منصور قال كلنا عارفين ان زكى الطحان معقد و بيخلى الكل يكرهه من تصرفاته الغريبه اللى بيعملها .... رد عليه الحاج عمران و كان معروف عليه بخفه الظل و انه ابن نكته و قال تتصور يا مؤمن _ و كان بيوجه كلامه للحاج منصور _ ان زكى ده يحتكم على فلوس بالكوم و بالرغم من كده بياخد منه الشاى و السكر شكك و مبيدفعش غير لما اطلب منه الفلوس كذا مره . دا رابط الفلوس فى جيب السياله باستك علشان متخرجش من السياله هههه. الكل ضحك على القفشه بتاعه الحاج عمران ... الاستاذ برهامى قالهم سيبكوا من السيره دى بقا و خلونا فى المهم ... الكل قاله خير يا برهامى افندى ايه هو المهم دا ..... قالهم ايه رايكوا فى حته الارض اللى على اول الزراعيه دى فاضيه و محدش مستفيد بيها انا شايف اننا نضفها و نروقها و نعملها ارض للعيال ولادنا ساحه يلعبوا فيها كوره بدل ما هما بيلعبوا فى الشوارع و ساعات كتير بيدايقوا الناس و بيعملوا دوشه ..
رد عليه جدى ابو انور و قالوا و الله فكره بالف جنيه يا برهامى افندى و اهو حتى لما الملك فاروق ييجى يبقى نلاقى حته نضيفه نتجمع و نقابله فيها ...
رد برهامى افندى و قال يا دى الملك فاروق اللى انت شاغل دماغك بيه ايه بس اللى هيجيبه حدانا فى البلد بس ... و على العموم اهى تنفع برضو ولا تزعل نفسك يا ابو انور .
رد المعلم حسن لا لما الملك ييجى البلد يمين تلاته ميقعد عند حد غير عندى ايوه انا بقول اهو ... الكل ضحك و شرب الشاى . و قاموا من القهوه علشان كان ادان العشا بيادن .. راحوا الجامع كلهم و صلوا جماعه ورا الشيخ ياسين امام الجامع .
و بعد الصلا كل واحد روح على بيته .
.
جدى رجع البيت و خبط على الباب و فوزيه فتحت له و دخل ..
فوزيه دى بقا تبقى البنت الكبيره فى بنات جدى هى اكبر البنات و كانت فلقه قمر وشها بدر منور و طيبه جدا بس للاسف مش متعلمه لان جدى كان بيقول البنت للجواز مش للعلام بس عمتى فوزيه كانت بتعرف تقرا و تكتب لان عمى انور كان بيعلمها فى البيت هى و عمتى رقيه و عمتى جمالات.
جدتى خرجت من الاوضه اللى فيها الفرن شايله رصه عيش مرحرح لسه مسخناه فى الفرن و قالت لجدى حمد لله على السلامه يا سى طاهر ___ انا ضحكت فى سرى و قولت فين الكلام دا دلواتى دى بتقوله يا سى طاهر فكرتنى بسى السيد بتاع فيلم بين القصرين __ طبعا محدش شايفنى و انا بتحرك براحتى فى الدار شويه اقعد جنب جدى و شويه جنب عمى انور بس كنت على طول ببص على مصطفى اللى هو فى المستقبل هيبقى ابويا ههههه كان واد مفعوص كده شقى بس دمه خفيف قوى . انا عرفت انا جايب خفه الدم دى منين دلواتى ...
جدى قعد على الحصيره اللى فى وسط الدار و اتلم حواليه كل اعمامى و عماتى و ابويا و جدتى و اتعشوا و كان جدى بيطمن عليهم كلهم و بيتكلم معاهم و بعد الاكل كلهم قاموا يبوسو ايد جدى و جدتى و الاولاد طلعوا ناموا فوق الفرن و البنات دخلوا الاوضه التانيه و جدى و جدتى دخلوا الاوضه بتاعتهم هما كمان.
.
و فضلت انا لوحدى بكلم نفسى و اقول و بعدين انا كده هفضل لوحدى و لا ايه دا لسه الليل فى اوله ... انام ولا الف فى البيت و لا اخرج امشى فى شوارع البلد ...
المهم خرجت لقيت البلد هس هس . فضلت ماشى شويه لحد ما لقيت خص على طرف البلد منور و فيه صوت طبله و ضحك ... قربت شويه لحد ما بقا الخص ادامى .... ايه ده ؟؟ يا ليله سودا ... دا زكى الطحان قاعد بيشرب معسل و فى واحده بترقص .... اكيد دى الغازيه اللى بشوفها فى الافلام بتاعه زمان و دا الطبال اللى دايما بيكون مع الغازيه ههههه ...
انا قولت اما ادخل اقعد معاهم و اتفرج على الرقص شويه .
و انا قاعد سمعت زكى الطحان بيهلوس و هو بيشرب المعسل و بيجيب سيرة جدى و واضح ان المعسل كان مش معسل بس لان الريحه كانت غريبه و عرفت انه بيشرب حشيش .. المهم كان بيهلوس و يقول انا لازم البس طاهر الزفت دا مصيبه بس مش عارف اعمل ايه مش عارف اعمل ايه .... الغازيه سمعت زكى و هو بيهلوس راحت مقربه منه و هى بترقص و قالتله مالك يا زكى ايه بس اللى مزعلك
بصلها و شد نفس عميق و قالها طاهر ابوالعلا الكحيان اللى قارفنى و مطير النوم من عينى نفسى اكسره فى البلد و الناس تبطل تحبه . نفسى امحيه من البلد لالالالالا نفسى امحيه من الدنيا كلها ....ردت عليه الغازيه و قالت ولا يهمك سيبنى يومين كده افكرلك فى مصيبه تخلصك من انور ابوالعلا دا للابد .. بس انت ارمى بياضك و شوف نواعم هتعمل ايه ...
.
زكى الطحان طلع المحفظه من سياله الجلابيه و طلع منها ريال فضه و اداه لنواعم الغازيه و قالها دا عربون و ليكى ريالين فضيه لو المراد حصل ... نواعم رقعت ضحكه خليعه و قالت هتشوف كيد العوالم ...
.
انا سمعت الحوار اللى حصل و مبقتش عارف اعمل ايه .. اخبطه بطوبه فى راسه افتح قرنه و لا اعمل ايه ... انا كل اللى اقدر اعمله انى اتفرج بس لان دا العهد اللى بينى و بين جدتى اتفرج من بعيد من غير ما اتدخل فى اللى بيحصل و فى اللى بشوفه من غير اى تدخل خالص ...
.
سيبتهم و مشيت لبيت جدى و انا تفكيرى فى ايه اللى ممكن تعمله نواعم الرقاصه هى و زكى الكلب دا .
يوم الخميس فى البلد بيبقى يوم السوق (سوق الخميس) بتاع اللحمه و الخضار و اللى عرفته ان البلد كلها فى اليوم دا بتعمل لحمه و محشى كرنب و الفلاحين كلهم بيشتغلوا لحد العصر بس و كله بيرجع بيته على العصر يتغدى و بعدها زيارات عائليه و السهر على القهاوى و يوم الجمعه اجازه اسبوعيه فى البلد كلها .
و زى كل يوم خميس الستات بتروح السوق تشترى اللحمه و الخضار و تجهز الاكل و تستنى لبعد العصر و العيله كلها تتغدى بعد صلاه العصر .. و طبعا جدتى امينه راحت السوق و اشترت كل الطلبات و رجعت البيت و جهزت الاكل و كانت عمتى فوزيه و عمتى رقيه بيساعدوها زى كل يوم .
.
جدتى كانت بتقسم اللحمه على اد العيله يعنى تسع حتت لحمه و كل واحد بيكون نصيبه حته لحمه و المحشى بتحطه فى طبق كبير و الكل بياكل منه و دا هو اللى بيحصل كل خميس و بعد الغدا جدى يرتاح لحد المغرب .
.
على العصر جدى رجع الدار و اتشطف و غير هدومه و صلا العصر و قعدوا يتغدوا وجدى قسم اللحمه على العيال كلهم و بعد الاكل ... جدتى لقت مصطفى قاعد فى ركن لوحده و بيعيط
جدتى قالتله مالك يا مصطفى بتعيط ليه ... قالها يا اما هو ابويا ليه فرق اللحمه على اخواتى و انا لا هو انا عملت حاجه غضبت ابويا منى و لا ايه ؟
قالتلوا لا يا ضنايا يمكن انا اللى قطعت اللحمه غلط النوبا دى و لا يهمك النوبه اللى جايه منابك هيكون حته كبيره .. و طبطبت عليه و قالتله اخرج العب مع اصحابك .
قالها حاضر يا اما انا خلاص مش زعلان.
.
و فات اسبوع تانى و جه الخميس اللى بعده و نفس الحكايه اتكررت بس مع انور
و الاسبوع اللى بعده الحدوته هى هى بس مع احمد ...جدى يفرق اللحمه و ينسى واحد من ولاده .
جدتى قالت لا كده الموضوع فيه حاجه مش طبيعيه و لازم اكلم ابوانور فى الموضوع ده.
.
و فعلا جدتى بعد كام يوم راحت لجدى فى الغيط و فاتحته فى الموضوع و قالتله جرى ايه يا سى طاهر هو انت بقيت تحب اللحمه اوى كده و انا مش عارفه ؟
جدى قالها مالك يا امينه ايه الحديت البايخ ده انتى جايه تهزرى معايا فى الغيط و لا ايه ... قالتله لا و الله دا جد مش هزار العيال بقالهم كام اسبوع قول كام شهر بيشتكولى انك بتفرق عليهم كلهم و تنسى واحد منهم و كل اسبوع بتنسى واحد شكل .
جدى قالها يكونش العيال بيمثلوا عليكى يا امينه .. قالتلى لا و الله دا كل مره عيل غير التانى و بالدور ذى ميكون انت قاصد الترتيب معاهم .
.
قالها طب سيبى الموضوع دا و انا هبقى اشوف ايه اللى بيحصل دا شغل عفاريت دا اللهم احفظنا. ارجعى انتى على الدار و انا هخلص و اجى وراكى ال لحمه بتختفى ال هو دا اللى كان ناقص..
.
و على الناحيه التانيه نواعم الغازيه عماله تسرسب فى فلوس زكى الطحان الدهل على حجه انها بتدبر المكيده الكبيره اللى هتخلص على طاهر ابوالعلا و تزيحه من البلد كلها هو و عيلته ....
.
فات كام يوم كده و احوال البلد ماشيه طبيعى و مفيش اى مشاكل و الحياة روتينيه على كل اهل البلد . الايام شبه بعضيها.
لحد ما فيوم الناس صحيت على صوت زكى الطحان هو مراته .. هو يقول الحقونا يا عالم يا اهل البلد الدار بتولع و النار ماسكه فى الحطب اللى على السطح و قربت تدخل على الاوض كلها الحقونا يا خلق هووووو
و مراته تصوت و تلطم على وشها تشيل تراب من الارض و تحطوا على دماغها وهدومها و تجرى هنا و هناك زى المجنونه
انا قولت فى نفسى اكيد مفيش حد من اهل البلد هيساعد زكى فى المصيبه اللى صابته فى داره
لكن اللى توقعته محصلش دا حصل عكسه تماما لدرجه انى جالى ذهول من اللى شوفته بعينى و سمعته بودانى اللى هياكلهم الدود.
الحريقه كانت قبل الفجر وقبل النهار ما يطلع بحوالى نص ساعه كده
رجالة البلد كلهم راحوا على البيت بتاع زكى الطحان كلهم ايد واحده معاهم الحلل النحاس هما و الستات ...
كانت الستات بتملى الحلل من الطرمبه القريبه من دار زكى الطحان و تناول الرجاله علشان يطفوا الحريقه .... سبحان الله ما ان كل البلد مش طايقه زكى انما وقت الشده كلهم نسيوا عمايلوا السودا و وقفوا جنبوا فى محنته
حتى العيال الصغيره كانت بتساعد على اد ما تقدر بيملوا علب السمنه و الاطباق المهم انهم يساعدوا و يكون ليهم دور و هى دى الروح اللى شوفتها من الكل حتى جدى و جدتى و اعمامى و عماتى شاركوا مع اهل البلد .
و بعد وقت مش كتيير الحمد لله اهل البلد قدروا يطفوا الحريقه قبل ما توصل من السطح لباقى البيت .
الحاجه الغريبه بقا ان بعد زكى الطحان ما اطمن ان الحريقه اطفت و مقربتش لباقى الدار قعد يشكر كل اهالى البلد و مراته تحضن فى الستات اللى ساعدوها و اكنهم قرايبهم و اكنى مفيش اى خلافات بينهم .
انا قولت الحمد لله ..اوقات الضيقه بتقرب الناس لبعض و بتدوب الخلافات
لكن مكملتش حمد ربنا الا و الاقى زكى اتنفض زى الديك الشركسى وقال و الله العظيم لاعرف اللى عمل العمله دى و كان عايز يموتى و يموت الوليه مراتى هو اكمن انا اغنى واحد فى البلد الكل يكرهنى و عاوز يولع فيا .... طيب يا بلد طييييب
الناس لما سمعت كلامه ضربت كف على كف و سابوه و مشيوا و هما بيقولوا فعلا خيرا تعمل شرا تلقى و اللى فيه طبع عمره ما يتغير ... ربنا يهديك .
.
الغريب انى مشوفتش مصطفى اللى هو ابويا خالص الوحيد اللى فضل نايم و مراحش يساعد مع باقى العيال اللى راحوا يطفو الحريقه .... باين نومه تقيل ومش بيصحى بسرعه هههههه
.
و فى يوم الصبح بدرى و زى كل يوم جدى طاهر راح الغيط بعد الفجر و ابتدى يروى الغيط قبل الشمس ما تحمى فى السما علشان الميه تروى الارض براحتها
القنايه كانت مايانه و الميه بتجرى فيها و المنظر تحفه .. الساعه كانت حوالى خمسه الصبح كده ..
جدى لمح واحد ماشى على طرف القنايه من بعيد شكله مش من البلد كان لابس عبايه حلوه اوى و باين عليه من الاعيان لابس طاقيه مدهب و دقنه خفيفه .. المهم و هو ماشى على حرف القنايه اتزحلق لان الميه كانت ماليه القنايه و هو مخدش باله. جدى جرى عليه و طلعه من الترعه و اخده معاه فى الخص بتاعه اللى على اول الغيط .
كانت العبايه غرقانه ميه من القنايه .
جدى قاله انت ايه بس اللى مشاك على حرف القنايه و هى مليانه اهو انت اتزحلقت اهو بس الحمد لله انى لحقتك قبل ما تتمرمغ فى القنايه . ربنا ستر . و الراجل ساكت خالص و مستغرب ان جدى جرى عليه و لحقه و دخله الخص من غير ميكون يعرفه ... جدى قاله اقلع العبايه دى علشان اغسلهالك و تنشف دى باين عليها غاليه و انت باين عليك مش من الجيهه دى اصلا . انت مين و ايه اللى جابك الساعه دى ... اخيرا الراجل اتكلم و قاله شكرا يا حج كتر خيرك على اللى عملته معايا ... جدى قاله لا شكر على واجب تعالى على الطرمبه و اغسل وشك و راسك كده و اقعد على الحصيره دى لحد العبايه بتاعتك متنشف ... انا اسمى طاهر ابوالعلا و انت تبقى مين و بتعمل ايه هنا ... الراجل قاله انا اسمى محروس و كنت فى زياره لناس قرايبى فى العزبه اللى جمبكوا و كنت بتمشى الفجريه و فى الغيطان و بتفرج على جمال الخضره بس النصيب انى اتزحلق فى القنايه و انت تلحقنى ... جدى قاله يا الف مرحب بالضيوف استنى بقا لما ناكل لقمه سوا على شان يبقى عيش و ملح و خد الجلابيه بتاعتى البسها على بال هدومك متنشف . وراح جدى مطلع المشنه و طلع منها رغيفين عيش مرحرح و خرطتين جبنه قريش و فحل بصل و قاله لقمه كده على اد ما اوسم .
الراجل اكل مع جدى و قاله الله الواحد محروم من الاكل و الجو الطبيعى دا .
جدى قاله و لسه لما تشرب الشاى اللى معمول على القوالح كمان هيظبط دماغك و تبقى اخر تمام .. و شربوا الشاى ... الراجل قال لجدى بس ايه الجلابيه الجميله دى . جدى قاله انا اللى مفصلها اصل انا غاوى تفصيل هدوم بفصل لولادى كلهم كمان
الراجل قاله بسم الله ما شاء الله. جدى قاله و الله ما انت قالع الجلابيه دى هديه منى ليك طالما عجبتك ... الراجل استغرب من كرم جدى رغم انه فلاح على قد الحال ..
و قعدوا يتكلموا حوالى ساعتين لحد العبايه ما نشفت ..
راح جدى مطبقها واداها للراجل ...الراجل قاله لا دى هديه منى ليك انت كمان انت راجل ابن بلد جدع .... وراح ماشى لحد ما اختفى بين الغيطان ...
جدى كمل شغله و روى الغيط كله و دخل الخص و اتوضى و صلى الضهر و كمل شغله لحد قرب المغرب و لبس العبايه بتاعه الراجل و روح على الدار
.
اول ما دخل الدار جدتى و اعمامى و عماتى قالولو ايه دا كله ايه دا كله اش اش اش ايه العبايات الاوبهه دى جبتها منيين يا سيدى يا سيدى.
راح حكيلهم على اللى حصل معاه فى الغيط و الموضوع عدى و اتعشوا و كله تمام
وبعد العشا راح جدى مغير هدومه و لبس جلابيه من بتوعه و قال لجدتى عينى العبايه دى بقا فصندوق الهدوم علشان متتبهدلش و انا هخطف رجلى للقهوه اقعد مع الرجاله شويه ... جدتى قالتله و ماله يا اخويا انت شقيان طول النهار روح القهوه و فرج عن نفسك شويه مع اصحابك ... بس متنساش موضوع اللحمه دا اللى كل اسبوع بيحصل مع العيال ... جدى قالها اوعى يا وليه تكونى انتى اللى بتاخدى الحته بتاعه العيال ههههه..... جدتى ضحكت بحياء و قالتله هههه يجازى شطانك يا سى طاهر ....
السلام عليكم انا مش هتاخر يا دوب اشرب كوبايه الشاى مع الحاج منصور و الاستاذ برهامى و الحاج عمران و اسلم على المعلم حسن و ارجع على طول
جدتى ردت عليه السلام و قالتله يجعلك فى كل خطوه سلامه يا ابو انور..
و خرج جدى و قفل وراه الباب .........
.
.
.
...........محمد عطية

0 التعليقات:

إرسال تعليق