أصدقائى الموتى ... بقلم الاستاذ محمود الحسينى

أصدقائى الموتى

 إتفقوا
على أن يجتمعوا عند أحدهم
والذى مات
منذ شتائين!!!
ذهبوا
وحين أطرقوا الباب
ودلفوا
جلسوا على الأريكة
المصنوعة من خشب الورد
الورد الذى لم يزرع بعد!
أمضوا الليل
فى نقل جبل الكلام
من مكان لاّخر
نزفوا مايقارب بحيرتين
من الحروف المسالة!
ولم يرى لهم
شفة تنبس!!!
تكلموا
عن نظريات الأبعاد
عن الحروب المستدامة
وكيفية تحويل الماء
لبدرة!
وما يقال عن ،التلفاخلاقية‘
عن إستخراج الأكسيجين
من خيشوم الأسماك
بعد ذبحها!
تكلموا تكلموا تكلموا
إصطادوا ألاف الأفكار
الصعبة
فى حين
لم يحركوا وترا
وترا واحدا
من قوس الكلمة!!!
وفى منتصف الليل
إنتفض أحدهم
الذى لم يحضر أصلا!
وصوب سهام الكلام
نحو صاحب البيت
الذى مات منذ شتائين!!!
والبيت الذى لم يبنى بعد!
لماذا ياصديقى يتوجب علينا
نحن الموتى
أن نخوض ماخضناه اّنفا!
لماذا يتعين على كل واحد منا
أن يجر عربة الليل الثقيلة؟
ويمسك بيديه خيمة السماء
السوداء!
خيفة أن تقع!
لماذا لا نغلق أجفاننا
ونرقد فى سلام؟
حيث تنمو أزهارالليل
على أجسادنا!
بساتين صمتنا الأبدى!!!
*******************
وفجأة ضرب أول شعاع للفجر
شمل الموتى!
وعلى أريكة من خشب الورد
بدا حبيبان وقد علقا
بحبال العشق!
فى نفس المكان
الذى لم يلتقيه أبدا
أصدقائى الموتى!!!
بقلم
 محمود الحسينى

0 التعليقات:

إرسال تعليق