(((سيدة الحروب.))... بقلم الاديب الاستاذ بهجت الراوى


سيدة الحروب ///// بقلم بهجت الراوي
سيدتي الراقيه تمنياتي ان تكوني بخير وموده وعافيه
جرت العاده ... ان اكتب عنك بجمالك ورقتك وانوثتك .. بدلالك ومشاعرك ... اكتب عن مكياجك وتصرفك
اليوم غير ..
. فانت اليوم لست تلك المراه التي عرفتها ضعيفه دموعها تكاد تسيل لابسط الامور .. ولست تلك التي تبحث عن شياكتها وسر اناقتها وتقضي الساعات باحثه عنها ... اليوم انت الام والاخت والزوجه **** نعم بقت دموعك ولكنها جفت بل تجمدت وتصخرت نعم رأيت رقتك التي تحولت الى مشاعر الحب والحنو والرحمه والصدق رأيتك تبحثين ولكن ليس عن مكياج ولا ملابس ولا اكسسوار بل تبحثين عن ملجاء لعائلتك يحميها من نيران السماء اراك تهرعين الى مكان توزيع الهبات والمساعدات لتجلب لمن هم اصبحو تحت رحمة النيران نازحين في العراق .... عراق الخير والمحبه والرقه والطيب..
نعم سيدتي رأيتك قويتا متحاملتا نسيت الدموع ولكنك جعلتيها مخفيتا انهارا تحت بشرتك التي اصفرت الما وتعبا وسهرا ... نعم لم يعد لديك ما تفقديه فانت الان فقدت عائلتك وبقيت مع من تبقى منهم مع اخوتا صغار لاملجاء لهم ولادار لا معين لهم الا الواحد القهار لا مورد لهم الا من مساعدات تكاد من قلتها هي معين للصغار ... لانوم بل تفكير بمجهول احل بكم او سيحل .. ولا سقف الا من قماش خيمه اتعبه الترحال بين ملاجىء الدول والجبال .... حتى كان ملاذ لك ولعائلتك
التقيتك سيدتي وصعقت هل انت تلك الرائعه ذاتت العينين الزرقاء .. صاحبة الضحكه الرنانه المؤدبه بادب العائلات الرقيقه ...... يا الهي صرخت هلعا باكي ماذ حل بك وماذا جرى و من بين ابتسامة الرضى والقبول خرجت من شفتيها (( الحمد لله )) راح من راح وبقى من بقى ... فصرخت لا ثم الف لا ماذا ارى وماذا جرى لكم واين رحلو البقيه ولما انتم هنا في هذه الخيام الباليه وبين مطرقة السياسين الذين يقدمون بيد اعلاميا وياخذون الارواح بيد اخرى سياسيا اين البقيه ......... اين عائلتك وهنا انفجرت ببكاء شديد لقد رحلو استاذ بلا رجعه تقولها وهي تحضن صغارى باعتزاز ولم يبقى منهم الا هؤلاء وهي تشير لمن بين يديها ذهبو بلا رجعه....
لقد رحلو..... قلتها مستغربا وقد تحجرت دمعه بمقلت عيني لم تقبل المغادرله حجبت عني الرؤيا لقد رحل ابيها وامها وجدها وثلاث من اخوتها واخت في الكماط تحت دارهم الذي سقط عليهم في الفلوجه بفعل برميل هد عليهم دارهم نعم البراميل من المتفجره .قالتها بهلع والم ..... هدني الفزع واحسست بركبتي ترتجف وتصطك الواحده بالاخرى تعرقت وكاني امام فرن لاهب لما كل هذه القسوه ولما هذا القدر ..... انها في ربيعها السابع عشر طالبه في الاول من كلية الاداب بنت عائله عريقه ابيها زميل لي وقريب وامها من اقارب زوجتي الاولى وعن طريق امها تعارفنا
.... كنت ازورهم من سنين هي الكبرى لااربعة اخوه اولاد وثلاثه بنات وكنت اراها تكبر وتزهو وتزدان بريعان الشباب الا انها تتحلى بادب لامثيل له كنت امازحها متى تكبرين لنراك عروسه تحمر وتصفر وتهرب ضاحكه خجله ..... نعم تحولت هذه السيده الرقيقه الى امراه هدها الزمان فهي الان بلا معين ولا مئوى ولا رب عائله لااب ولا ام وهاهيه الان قد ذهبت مع مجموعه من اقاربها بعد ما شاركت بدفن اعزتها لتحفض ما تبقى منهم ولتكون لهم الام والاب في ان واحد عندما رئيتها لم اعرفها رغم قربي منها تغيرت زادت سنين عمرها ترها الان امراه تشرست لاتعرف الا الصراخ ولا تعرف الا البحث عن راحة اولادها كما تسميهم .... لاتتفاوض ولا تستكين ..
اعزتي الكرام اطلت عليكم وجعا توجعته ......
ان سيدة موضوعي وسيدات عديدات تحولن في عراق المجد والحضاره الى سيدات حروب ورجال هدهم الزمن ولكنهم ولادات للمجد والحضاره وسيسطر لهم التاريخ المجد كله
.... فلك سيدتي اقول ليعينك الله على ما ابتلاك ولتكوني نموذجا من الابطال الرائعات فانت خنساء عصرنا وجماله واكيد سيكون هناك يوم ستعود لك بسمتك وفرحتك ... فلكل نساء العراق الشريفات العفيفات الرابطات المبتليات المناظلات لكم كل التقدير والمحبه والتحيه والاحترام
////ولهم مني كل التقدير والاجلال
/ بهجت الراوي


0 التعليقات:

إرسال تعليق