قصيدة لا تسألينى صديقتى ... بقلم الشاعر تامر النقيب وأداء صوتى الشاعر تامر النقيب

لا تسألينى صديقتى 

لا تَسْأَلِينِي صَدِيقتِي



ماذا أُرِيد ؟

ما عَدَت أَعْرِف ما أُرِيد

رَحَلتِ طُيُورِي جَمِيعها

وَقَطَّعتُ فِيَّ جَسَدِي الوَرِيد

غابَت خُيُوط الشَوْق

مِن عَيْن القَمَر

وَتَمَلْمَلت مَنَى النُهُود

لَم يبْقَى فِي مُدُنِي .. مَكان لِلغَرام

فَالحُبّ قُدّ فَآقَ الحُدُود

الشِعْر أَصْبَحَ فَارَسا

وَالحِرَف عِنْدِي مُقاتِلا

وَالسِيف قَلَمَيْ

مادُمتِ فِي زَمَن القُيُود

لا تَسْأَلِينِي صَدِيقتِي



مـــاذا أُرِيد ؟

الظُلْم أَصْبَحَ سَلِعَهُ

أَحْرار أصبحو فِي السُجُون عُبَيْد

وَكُلّ حُكّام العُرُوبَة



يَسْتَقْبِلُونَ دِماؤنا

وَلُحُومنا

وَنِساؤنا عَلَى طَوابِع البَرِيد

وَبِحُكْمهُم الشِعْر

أَصْبَحَ كَالأَصَمّ

الشِعْر فِي هٰذا الْزَمانِ فَضِيحهُ

وَالحَقّ فِي كُلْ البِلاد شَهِيد

مادُمنا نضْرَب لِلنَفاق رَبابهُ

وَطُبُول إِعْلام تَدُقّ بِالوَعِيد

كَذَّبَ وَدُون أَيْ كِرامهُ

قُدّ يُقَتِّلُونَ الصِدْق

وَ يشَرِّبُونَ مِن ماء الصَدِيد

يتناغمون بِالنَفاق مُجاهِرِيْنَ

كَجَوْق ضَفْدَع

وزاوبع بَرّاقهُ وَرُعُود

لا تذَبِّحُونَ قَصائِدِي

فَقَصائِدِي تَبْقَى الجُنُود

كُلْ العُرُوبَة أَصْبَحَت مَنْكُوبهُ

إِعْلامها فِي ضَلاله وَقُيُود

لاتسألينى صَدِيقتِي

ماذا أُرِيد ؟

وَالقُدْس يبَكَّى مِرارهُ

وعَصّارَة الزَيْتُون

فِي يَد اليَهُود

وَالياسْمِين بِأَرْض سُورِيا مشتتا

وَبِالعِراق قُدّ ماتَ الوُلَيْد

وَبِمِصْر ذَوْقنا كَأْس ذل

كَفَى الكَلام وَالسُؤال صَدِيقتِي

لا تَسْأَلِينِي عَن جَرائِم أَمتِي



ماعدت أَعْرِف ما أَقُول

حِين أُغْضَب أُو أُرِيد

حُكّامنا قُدّ بِدَلْو وَطَّنَ الأَمان

أَصْبَحَنا فِي وَطَّن شَرِيد

البَحْث عَن الهُرُوب

مِن الوَطَن هُو السَبِيل

سافَرَنا مِثْل أَسْراب الحَمام

وَهَلَّ الحَمام .. مَعَ الرَحِيل سَعِيد ؟

لا تَسْأَلِينِي صَدِيقتِي



ماذا أُرِيد ؟

لا تَسْأَلِينِي ما هُو طَعِمَ النَشِيد

أَنا مرَكَّب قُدّ دَمَرتِ شِراعهُ

وَتاهَ فِي المَوْج الشَدِيد

ماذا أَقُول ؟

أَقْلامنا

قُدّ كَسَّرتَ أَسْنانها

وَصَهِيل خِيلِي دُونِ خُوَّف لا يُفِيد

لاتسألينى عَن صَلاح الدِّين

أُو عَدَّلَ هارُونَ الرَشِيد

لا تَسْأَلِينِي عَن التارِيخ وَالعُصُور

فَلِتُسْأَلِي مِن يَحْكُمُونَ المُسْلِمُونَ

مِن يُقَتِّلُونَ

مِن يَسْرِقُونَ الخُبْز مِن طَفَل سَعِيد

أَنا الْذَى سَُرَّقَت حَضارَة عُمرِهُ

وَثَقافتهُ وَعِظامهُ حَتَّى الجَلُود

وَالغَرْب غاصَت أَنْيابهُم بِلُحُومنا

وَالحَسّ فِي حُكّامنا مَفْقُود

لا تَسْأَلِينِي صَدِيقتِي

مــاذا أُرِيد ؟

هُم مِن يُشَعِّلُونَ الَّفتُنَّهُ بِيِننا

لِيُبَدِّدُوا أَمْوالنا

وَيُصَنِّعُونَ الخُمُر مِن بِتْرُولنا

وَيُجَمِّدُوا أَفْكارنا

وكأننــــا صِرنا جماد أوجليد

لاتسألينى فَاللَيْل أُعْمَى بَصِيرتِي



وَالصُبْح لَم يُبْقَى جَدِيد

وَالشَمْس غابَت

فِي عُيُون الطاهِرَيْنِ

وَالظُلْم أَصْبَحَ مِن حَدِيد

كُلْ العُرُوبَة فِي ظُلّام

وَيُصْدِرُونا نحن فِي يَد اليَهُود

أَوْطاننا قُدّ أَصْبَحَت

مِثْل القُبُور

سُكّانها كَجَماجِم

وَطَعام دود

وَالشَعْر ينْزَف بِالجَرّاح باكِياً

وَدَفْتَرَيْ م الحَبّ أَصْبَحَ خالِيا

وَالجُوع أَصْبَحَ ضارِياً

وَالفِيتُو نُلَثِّم كَفَّها

فَلِتَسْأَلِينِي صَدِيقتِي

مَتَّى يثَوِّر عَلَى السِياط عبَيْد ؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــ

تامِر النقيـــب ,,, مِن مُؤَلِّفاتِي وَلَيِسَ مَنْقُولا





 

1 التعليقات: