ليلة باردة.. بقلم الا ستاذة أميرة الأندلسى


في ليلَةٍ بَارِدَة منْ خلفِ نافذَةٍ موصَدَة
حركَاتُ الشّجرْ تبدُو وكأنّها تتحدّثْ
وكأنّ الورْدداتْ تبحثُ عنْ الدّفئْ
وهوَ على بُعدِ خُطوَتينْ يرتَشفُ
فنْجانَ قَهوَتِه الدّافئْ وسيجَارتُهُ تلكَ
التي أغارُ منْها كُلّما تنَاولَها علَى مهلْ
وصَارَ يرتَشفُ منْها بِـ نشوَةٍ وبُطئٍ
يَستَمتعُ بِها أكثرَ منْ إستِمتاعي بِـ أحاديثِنا
في خُلوَته تلكَ أقتَربُ منْهُ أحاولُ مُقاطَعتِهما
بِـ كُحَةٍ خَفيفَة دُونَ أنْ أخدشَ كبْريائي
وكأنّي لا أبالي ولا أهتمّ وفقَطْ أقتَربُ
منْ المِدفئَة المركُونَةُ على جَانبِه
يَنظُرُ إليّ بِـ نَظراتٍ ذاتَ لُغَةٍ عَميقَة
ولَكنّي أرَى عينَاهُ بِـ نصفَ قُطرٍ
وأحاولُ إخفاءَ ما يَشتعلُ في فُؤادي
يَبْدُو الصّمتُ بينَنا مُطبقاً وكتُوماً جدّاً
يُحاولُ إنهاءَ هذا الحَالْ لِـ يسألَني
في حنَانٍ ولُطفٍ ما بَالُكِ ..!
هلْ ضجرتِ منّي هلْ سئمتِ أحاديثي ..!
تتفَادينَ النّظرَ إلى عَيْنايْ
ألمْ تعُدْ تستَهويكِ نظَراتي ..!
ألمْ يُعدْ يُغريكِ بريقَ عينَايْ ..!
ثُمّ أنظُرُ إليهِ مُحاولةً مُقاطَعتهُ
وبِـ دَاخِلي غضبٌ كَاسرْ
لِـ أجدَ في عينيه إبتِسامةَ انتِصارْ
ويَقُولَ بِـ نبرَةٍ سَاحرَة
هذا ما كُنتُ أصبُو إليه فِعلاً
هذا ما أرَدتُ أنْ أراهُ ثَورَة انفِعالكِ
كيفَ تحرِميني النّظرَ إلى عينيكِ فَاتِنَتي
وأنا مسحُورٌ منْ أعلاكِ حتّى أخمصَ قَدميكِ
ثُوري اغضَبي أشعِلي ثَورَة جُنُونكِ
فَـ صمتكِ مُميتٌ جدّاً كَ غيابكِ
فَـ ابتَسمتُ وقُلتُ في جَوفَ أفكَاري
هذا الأحمقُ يَعلَمُ كيفَ يُوقظُ جُنُوني
وكيفَ يَسرقُ الحُزنَ منْ لحظَاتي
لذا أنا مفتُونةٌ بِه ولِـ يَسقُطْ كبرياءُ الإناثِ ..!

0 التعليقات:

إرسال تعليق