رجل من زمن رائع..بقلم الأستاذة أميرة الأندلسى


مدخَلْ :
في عصرِ الحجرْ هوَ رَجُلٌ يهزّ النّحرْ
يقشعرُ منْ حبّه القلبْ وتهترءُ أطرافَ البَدنْ
.
أحادثُهُ ذلكَ الغاضبُ ويُجيبُ بِـ مقياسَ الكَلامْ
وكأنّهُ يَقُولُ لي مُستاءٌ منكِ غاضبٌ منْكِ
هلْ منْ طَريقَةٍ لِـ تسْأليني وتمتَصي غضَبي
السّاكنَ قلْبي وحُبّكِ فقَطْ رداءٌ يُغَطيني
شَعرتُ بِه أحسَستُ نقصاً في عبَارَاتِه
وتلكَ الهمسَاتْ التي تكادُ تُلامسُها خُشُونَة
لكنْ كُنتُ أشعرُ بِه يكادُ يتدفّقُ حُبّاً
فَـ حَبيبي فقَطْ الغاضبُ الحَنُونْ
إنْ سألتُه ما يُغضبُكَ قَالَ أنتِ
وإنْ قُلتُ ما يُرضيكَ قَالَ أنتِ ..!
بينَ خَافقيه بُركانَ مشَاعرْ هزّاتَ حَنينْ
هوَ يغضبُ حينَ أغيبُ عنهُ لحظَاتْ
ويغضبُ حينَ لا أبالي بِـ تفاصيلَ يَومِه
وحينَ لا أهتمّ بِـ أكلي وشُربي ونَومي
ذلكَ الحَنُونُ في ذروَة غضبِه
أترُكُ يَتقدُ يتحسّرْ لِـ أقُولَ في نِهايَة الأمرْ
هلْ أخبركَ أمراً يا أميرَ فُؤادي
قَالَ بِـ نبرَةِ الرّجُلِ الخَشنْ رافِعاً حَاجَبيه
وأنفُهُ مُقوسٌ لِـ حدّ عينيه وفَمهُ مُهتزٌ
حتّى يكادُ يتغيّرُ مسَارَ شَفَتيه
أقتربُ منهُ وأهمسُهُ بِـ هُدُوءْ
وددتُ أنْ أقولَ لكَ كمْ أحبّكْ
ولا يَزالُ كمَا هوَ وحاجَبيه تَقعُ أحياناً
ثُمّ يُعيدُ رفْعَها لِـ أقتربَ منهُ ثَانيَةً
وأهمسَهُ أتعلَمُ كمْ أعشقُكَ
أشعُرُ أنّهُ بدأ يستَسلمْ وبدأتْ ملامِحهُ تتغيّرْ
لكنّهُ طمّاعٌ يُحبّ أنْ يَسمعَ أكثرْ
وأنا أستَمتعُ حينَ يكثرُ الهمسُ بينَنا
وحينَ ألمسُ فيه ذلكَ الحسّ الرّجُولي
وتلكَ النّبرَةُ الخَشِنَة منْ خوفِه عليّ وقلقِه عليّ
وهوَ يُحذرُني إنْ كرَرتُها يجبُ أنْ أتحمّلَ عباراتَ غضبِه
كيفَ لا أتحملُ وأنا أعلمُ أنّهُ رجُلٌ نادرٌ
في زَمنٍ كثرتْ فيه هفواتُ الذّكُورْ
وهوَ منْ زمنٍ رائعٍ لا يتغيّرْ
.
مخرَجْ :

منْ حُبّي لهُ أناديه طِفْلي كمْ أحبّكَ
وأكادُ أشعرُ بِـ رقرَقَة دُموعِه تكادُ تنهَمرْ
وعباراتُه بينَ شفتيه تُحبسْ لِـ يُجيبَني
بِـ نظرَةٍ فيها منَ العطفْ ما يُغْني ويُسمنْ

0 التعليقات:

إرسال تعليق