حين تطرق الأبواب,, بقلم الأستاذ,, الطيب الجامعى


حين تطرق الأبواب ينكمش الكبار قبل الصغار.

 ينحشرون في زوايا عواطفهم يتدثرون ،

 يلتحفون دفء المشاعر .

و تعزف على أوتار الأبواب و النوافذ لحن العطاء ،
فيستمعون

و يطربون متوجسين. تدغدغ أفئدتهم همساتها الرخوة فتلبن و تنبسط ،

و تفيض حبا وهياما.

تأتي بدون استئذان، و تنصرف بدون استئذان .

 و لا أحد يلوم أو يتبرم أو يشكو .

تلك هي الريح المثقلة بالغيث المبشرة بالخير و النماء . ننتظرها بتلهف ، 


و نوجس منها خيفة .

مع الريح نعيش لحظات بين الأمل و التوجس،


 بين التلهف و الوجل. 

أمل في غيث يغسل دنس نفوسنا الآسنة فيذهب مع الريح


و المياه الدافقة. أمل في ارتواء أمنا الأرض العطشى لقطرات الندى.



و توجس من عنفها الذي يخلخل القلوب قبل الأبواب و النوافذ و يجمد المشاعر


 قبل الأطراف.

خاطرة بقلم الطيب جامعي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق