وأين تخبّأ العرب الأسود؟
بقبّة صخرة الأقصى أنادي***وأرفع في الصّــــراخ وفي الأيادي
أنادي في بلادي كلّ يوم***وما سمع الصّراخ ولا المــــــــنادي
رأيت من الصّهاينة انتقاما***تــــــــــجسّد في ملاحقة الجهاد
وفي قتل الصغار من الأهالي***وهـــــدم بيوتهم برحى العتاد
وسلطتنا تحارب من تراهم***يكنّــــــــــــون الـــعداوة للأعادي
////
أحقّ أنّه انتصر اليــــــــــــهود؟***وأين تخبّأ العرب الأســـــــود؟
أحامي القدس والإسلام أقبل***فبــــيت القدس صادره القرود
أصيب العزم في الإسلام لمّا***أصابتنا المساوئ والجمـــــــود
أتتنا نكسة من جوف ليل***ظلامه قد أحاط به الجــــحـــــــــود
فأرخى في النّفوس سدول رعب***وهبّ الخوف فانتصر اليهود
////
نحبّ العنجهيّة والتّعالي***ونخــــشى أن نجيب على السّؤال
ونرتكب الفواحش كلّ يوم***كأنّ الفحش مفـــــــــخـرة الرّجال
رمانا الضعف بالإذلال حتّى***غدونا كالنّـماذج في المــــــــثال
فصرنا إن أصابتنا خطوب***بكينا في المـــــــــــحافل كالعـــيال
ومن لم يكسر الأغلال عزما***قضى العمر في مســح النّعـال
////
جمعنا في الحساب مع الكلاب***ومنّــــــا من يعـدّ من الذّئاب
سقطنا في القذارة فاتّسخنا***وطال الأسر في نفـق العـذاب
نجعجع في الحياة بلا طحين***ونفرح بالطّعــــــام وبالشّــراب
ومن لم يتّعظ بالغير أمسى***شريدا تائها خلف السّـــــــراب
فيا عرب الحواضر والبوادي***دعوا التّــــفكير ينهض بالشّـباب
////
تعلّم في الحياة بأن تبادر***وفكّر في الحصـــــــــاد ولا تـغامر
وكن بشرا بنور العقل حيّا***وغيّر ما استطعت النّفــس غيّــر
قبيح أن نراوغ ثمّ نبــكي***ونحن على السّواعد لم نشمّــر
وكيف ينام مضطجعا جبان***وفي اطمــــــــئنانه أبدا يفكّـــر
فبادر إن أردت العيش حرّا***ولن ترقـــــــى غدا إن لم تبـادر
////
نظمت إلى الورى شعرا مبينا***وكنت بما شهدته مستعينا
وصفت ضياعنا وصفا دقيقا***به الأفعال أنجبـــــــت المشينا
وعشنا كالبهائم تحت سوط***تسلّطه استباح الغاضبيـــــنا
ولم نقدر على خلع المآسي***وأسرى بالـــــحديد مكبّلـينا
ومن رحم المآسي سوف يأتي***صباح الخير منبسطا مبينا
////
صراخي بينكم أضحى نهيقا***وشعري عندكم أمسى نقيقا
تعطّل في ثقافتنا التّحـــدّي***وبات الخوف في وطني رفيـقا
نراوغ كالثــــــعالب ليس إلاّ***ونعــــــــــــتبر العدوّ لنا شقيقا
وإنّ الضّعف في الإنسان ينمو***فيبدع في الورى بشرا رقيقا
فثــــــوروا يا عباد الله ثوروا***فثورتكم تعدّ لــــــــــــــنا طريقا
محمد الدبلي الفاطمي
0 التعليقات:
إرسال تعليق