اقترب قليلا،
أو اقتربي لأهمس في أذنك بما يجرح الموج في هفواته التي لا تنتهي،
فلطالما سأل الموج نفسه من أنا؟ دون أن يجد جوابا لسؤاله سوى ذالك الهدير الذي يصدره وهو يصارع الرمل والرياح.
اقترب قليلا يا صديقي، وناولني من مرارتك التي تهبني الصمود والنجاة على طريق الكفاح الطويل،
فقد سئمت من حلاوتك الأنثوية المقيتة ومن صور التشبيه التي أعجزت القدامى.
ألم يتسنى لك بعد أن تدرك كم نحن حداثيون وقدامى و مغفلون ؟
اقترب مني...اقتربي مني ومن ذاتك التي يشوبها الخوف، وتتصدع لمجرد أن تفكر في نفسها وهي طليقة بجناحين خفيفين،
تقطع الفضاء بسرعة متناهية في الحلم.
حتى ولو لم تقترب يا صديقي مني، فحاول أن تثير أسئلة كثيرة عنك و عن وجدانك حينما تكون وحيدا مع نفسك،
ساهرا في ليالي الحمى و الشوق.
من أنا؟ ولماذا أعبر عما أظنه انتصارا حين أخفي كل انهزاماتي الحسية والعاطفية والنفسية والعقلية؟
هل حقا أنا سوى بتلك الدرجة التي أعبر فيها عن ذاتي بكلمات مجازية جذابة و أنيقة؟
اقترب قليلا ولو من هذا الجدار الذي يشعرك باليأس و الخمول فقط اقترب و اقتربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق