حلمى..وأحلام,,,, بقلم الأستاذ,,,عصام سعد حامد





حلمي..... وأحلام
هي: ماذا تفعل ؟
هو: استعد للرحيل.
ــ لم تخبرني من قبل!
ــ لم أقرر سوى من لحظات.
ــ لمَ ؟
ــ لأبحث عن ذاتي.
ــ حققت ذاتك وأكثر.
ــ لا. لم أنجزها بعد.
ــ منذ طفولتك وأنت تحلم بالتخصص فى علم وفن النحت, أصبحت أستاذاً ومحاضراً فيه, لك أعمالك وعملاءك وطلابك لقد حققت ذاتك كما تمنيت
ــ ذاتي فى فن النحت. هو أن أصنع منحوتة تخلد اسمي وذكراي من بعدي.
ــ أربعون عاماً وأنت تمارس النحت, لم تنحت بعد ما يخلد اسمك! بصراحة كلامك غريب
ــ يا دكتورة.أريد أن أحقق ذاتي مثلك.كنت تحلمين بالتخصص في طب النساء والتوليد,أصبحت من أشهر الأطباء في تخصصك . إكتمل حلمك.
ــ عالجت مئات النساء من العقم, أجريت بنجاح ألآف من عمليات الولادة, لم أحقق ذاتي أبداً.
ــ كيف ؟
ــ أنسيت أنني لا أنجب ؟
ــ أرجوك. لا أريد الحديث فى هذا الموضوع. إنها إرادة الله, رضينا بقضائه... بعد إذنك
* أنصرف وبيده حقيبة ملابسه, حقيبة أخرى بها أدوات النحت, لا يلوي على شيء. فقط يريد أن يخلو بنفسه. فى أي مكان. غير الأماكن التي أعتادها. بعيداً عن أي مصدر إزعاج لفكره وخياله, ليحقق أسطورته الذاتية, اختفى قرابة ثلاثة أشهر. لا أحد يعرف عنه شيئاً. عاد مرة أخرى. وهو يحمل شيئاً. مغطى بقطعة قماش بيضاء. فرحت زوجته الدكتورة أحلام بعودته. كأنه عاد للحياة مرة أخرى. بابتسامة رائعة. لم تعهدها فيه من قبل, قالت:
ــ أخيراً رجعت!
ــ الحمد لله.
ــ ما الذي تحمله فى حضنك ؟
ــ إنه حلمي وذاتي. حققته أخيراً
ــ أرني.
* أنزله من بين يديه, رفع الغطاء. وجدته منحوتة حجرية, اقتربت منها لترى. منحوتة لجنين داخل الرحم. مكتمل النمو والتكوين. نظرت للجنين من الناحية اليمنى وجدته باسماً, من الناحية اليسرى وجدته عابساً مهموماً, واجهته من الأمام وجدته حائراً, ذرفت من عينيها الدموع. وهى تسأله:
ــ كيف حصلت على فكرتها ؟
ــ حقاً. الله أعلم.
ــ إنها إعجاز بمعنى الكلمة.
ــ نعم. أخيراً حققت ذاتي.
ــ لا يا دكتور حلمي. حضرتك حققت صورة فنية لتحقيق الذات, لم تنحت ذاتك بعد... هذا وهم.
ــ ماذا تقصدين, لمَ هذه الدموع ؟
ــ أقصد الحقيقة التي نتهرب منها.
ــ أرجوك. لا تفسدي فرحتي بهذا الإنجاز.
ــ يجب أن تتزوج من امرأة. يمكنها أن تنجب لك ذاتك.

بقلمي:
الكاتب القاص/ عصام سعد حامد ـــــــــــــــ مصر ــ أسيوط ــ ديروط

0 التعليقات:

إرسال تعليق