شربت الــــمرّ من كـــفّ اللّـــــــيالي.. بقلم الأستاذ.. محمد الدبلى الفاطمي


الكنز المدفون


شربت الــــمرّ من كـــفّ اللّـــــــيالي
سأسرد قصّتي سردا فصيحا***وأكشف للورى العــــــمل القـــــبيحا
وأخبر عن فضائح في بلادي***بها الشّـــــــــــطط الطّليح غدا مليحا
وفي مجرى الحديث أبوح جهرا***بصدق جاء منطقه صــــــــــــــريحا
رأيت النّهب في وطني طليــقا***وفي جوف المـــــــحاكم مستريحا
يمارس في الحياة بلا احتراس***كأنّه للورى أضـــــــــــحى مـــريحا
////
عشقت الجدّ في التفكير طبعا***فأصـــــــــبح مقودي سننا وشـرعا
وكنت أردّد الأشــــــــعار طفلا***فأطرب في مؤانستي السّــــــماعا
وأشعر بالمحــــبّة في فؤادي ***كأنّ الشـــــــعر أصــــبح لي متاعا
عشقت الضاد عشقا صار حبّا***بنات الفــكر ترفــــــعه ارتــــــفاعا
فكــــــــنت إذا أتاني نور ربّي***شعرت بفكرتي سقــــــــــت اليراعا
////
وشاء الله أن أطأ العســـــــيرا***لأصبح في السّجـــــــون غدا أسيرا
نزلت السّجن في صغري بريئا***وكان الظّلم قد نصــــــــب السّعيرا
أسرت بباب مدرستــي صباحا***وأمر الله أغضبنـــي كثـــــــــــــيرا
شربت المرّ من كفّ اللّــــيالي***فكان المرّ في صــــــــغري عسيرا
وما أسروا سوى طفـــلا بريئا***نحيل الجســـم مضـــــطربا صــغيرا
////
أنادي بالصّراخ وبالعــــــــويل***نداء القهر من ألم العـــــــــــــــــليل
صرفت ربيع عمري في سجون***بها السّفهاء قد خنقوا صهــــــيلي
أتوني في الصّباح وكنــت طفلا***فأرعبني التّســـــــــــــلّط بالعويل
وقادوني إلى قـــــــــبو رهيب***به الظّلماء تغــــــــــــــصف بالنّزيل
هناك وجدت نفسي مستباحا***أفتّش في الظّلام عن السّـــــــبيل
////
قضيت العمر تحت القهر ظلما***وجـــــــرمي كان في الأفعال وهما
وعين الله راعـــــــــية حياتي***وحكمه قد جرى قدرا وحـــــــــــكما
أبيت على الطّوى في جوف قبو***وجوع البــطن تحت القـــهر أعمى
وفــــــــــــي زنزانة الأشباح أبكي***كأنّي بالأذى أزداد رجـــــــــــما
قضيت عـــــــقوبة من دون جرم***وقهري لا يزال يزيد ظــــــــــــلما
////
عجـــــــيب أمر ربّي في حياتي***وقد غرس النّهـــى في لبّ ذاتي
هداني فاكتســــبت من المزايا***معارف في الحـــــــــياة وللممات
وأضحى الظّلم في نظري قضاء***تحتّـــــــــــم كي أمرّ إلى حياتي
وما ظلـــــمي سوى قدر أتاني***وفي الأقــــدار درس للــــــــــولاة
وما قصص الورى إلاّ صــــــــراخ***يردّده العــــــباد على الرّعــــــاة
محمد الدبلي الفاطمي

0 التعليقات:

إرسال تعليق